هل تسببت الحرب الأوكرانية بتراجع هجمات داعش في العراق؟

عزا خبراء في الشأن الأمني، تراجع عمليات داعش في العراق، إلى جملة أسباب بينها انتقال…

عزا خبراء في الشأن الأمني، تراجع عمليات داعش في العراق، إلى جملة أسباب بينها انتقال بعض قياداته الى دول قريبة من أوكرانيا لاستغلال الوضع الملتهب هناك واحتمال الزج بهم فيها قريبا، بالإضافة الى ترقبه لحسم الوضع السياسي في الداخل العراقي قبل اتخاذ قرار بشأن تفعيل عملياته أو تجميدها، فضلا عن تلقيه ضربات موجعة من قبل القوات الأمنية العراقية.

ويقول الخبير الأمني هيثم الخزعلي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “عمليات داعش قلت مؤخرا، وهذا يعود لاحتمالين، أولهما أن الدول الداعمة والممولة لنشاطاته في العراق وسوريا تحديدا، تنتظر رسم نتائج العمل السياسي لصورتها النهائية، حتى تتخذ قرارا بتفعيل العمل الإرهابي أو تجميده، فالوضع السياسي في العراق ما يزال غير واضح المعالم”.

وينوه الخزعلي، أن “الأمر الثاني، هو تم نقل جزء كبير من قيادات داعش الذين هربوا من سجن الحسكة الى دول قريبة من أوكرانيا، ليتم تدريبهم هناك ومن ثم ينقلون إلى أوكرانيا، وبالتالي قد يتم توظيف التنظيم في مكان آخر، وهو سبب انحسار عملياته أو قلتها في العراق”.

ويتابع أن “التنظيم الآن لن يقدم على تنفيذ عملية كبرى أو غزوة كما يطلق عليها، فهو ينتظر حسم نتائج العمل السياسي، ومن ثم يصل الى قرار بشأن مصير عملياته، وهذا ينبع من استخدام دول كبرى التنظيم، كورقة ضغط داخل العراق”.

وكان تنظيم داعش، قد اختار في 10 آذار مارس الحالي، أبو الحسن الهاشمي القرشي، زعيما جديدا للتنظيم، خلفا لزعيمه عبدالله قرداش، الذي قتل في 3 شباط فبراير الماضي في سوريا، بعملية عسكرية أمريكية، ساهم العراق فيها عبر تزويد واشنطن بالمعلومات.

وكان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، قد أعلن أمس الثلاثاء، عن انطلاق عملية أمنية (الإرادة الصلبة) من قبل قيادات عمليات الجزيرة وصلاح الدين وغرب نينوى بالاشتراك مع قطعات الحشد الشعبي، لملاحقة عناصر داعش في مناطق جنوب الحضر وصحراء الجزيرة في شمال الفرات ومناطق غرب وادي الثرثار.

كما أعلن رسول أمس الثلاثاء، أيضا، عن تنفيذ طائرات القوة الجوية أربع ضربات دقيقة على أوكار لداعش في وادي الشاي بكركوك.

يذكر أن نشاط داعش، تنامى بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، وخاصة في شهر كانون الثاني يناير الماضي، وبات استهدافه متواصلا للقوات الأمنية والمدنيين، وخاصة في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين.

يشار الى أن أبرز عمليات داعش خلال كانون الثاني، تمثلت باستهداف سرية للجيش العراقي في ناحية العظيم بديالى، أدت إلى مقتل 11 جنديا، في هجوم أثار الرأي العام والدولي، وعلى خلفية الهجوم، شنت القوات الأمنية عمليات عديدة لملاحقة عناصر التنظيم، معلنة عن مقتل أفراد الخلية التي نفذت ذلك الهجوم.

يذكر أنه بالتزامن مع هجوم ديالى في شهر كانون الثاني، نفذ عناصر داعش هجوما على سجن الحسكة في سوريا، المحاذي للحدود العراقية، بغية تهريب خمسة آلاف سجين من عناصره محتجزين فيه، وجرت اشتباكات بين عناصر داعش وبين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تحمي السجن.

وقد أسفر الهجوم حينها عن هروب مئات السجناء، وتم اعتقال العديد منهم من قبل (قسد)، فيما تجددت الاشتباكات طيلة يومين، واستخدمت فيها الطائرات المسيرة، في حين اتجه داعش الى تفجير السيارات المفخخة في محيط السجن.

إلى ذلك، يشير الخبير الأمني حسين الكناني خلال حديث لـ”العالم الجديد”، الى أن “نشاط داعش كان واضحا خلال الفترة السابقة، لكن تراجعه مؤخرا يعود الى العمليات العسكرية المتتابعة التي تقوم بها القوات الأمنية، ففيها زيادة ملحوظة وهذه ستعطي نتائج واضحة”.

ويردف الكناني، أن “قتل زعيم التنظيم السابق قرداش، كان له تأثير كبير أيضا، رغم أن داعش يعمل على مبدأ الذئاب المنفردة، لكنه بصورة عامة ضعف إلى حد كبير، حتى على المستوى الإعلامي”.

ويتوقع أن “يشن داعش هجمات خلال شهر رمضان، ولكنها لن تكون كبيرة، كونه فقد الزخم، وهذه الهجمات سيكون لإيصال رسائل بأنه ما زال باقيا ويستطيع القيام بعملياته، وسيتم الإعلان عن غزوات بالتزامن مع قرب شهر رمضان”.

جدير بالذكر، أنه منذ مقتل قرداش وفشل هجوم الحسكة، تراجعت وتيرة هجمات داعش، لاسيما وأن الأجهزة الأمنية العراقية، تعلن بشكل مستمر منذ مطلع الشهر الحالي، عن القبض على قياديين في التنظيم، عبر عمليات استخبارية دقيقة.

ووفقا لتقرير سابق لـ”العالم الجديد” حول مقتل قرداش، فإن خبراء أمنيين أشاروا الى استعداد التنظيم لتنفيذ “غزوة” يطلق عليها اسم عبدالله قرداش، ردا على مقتله. 

إقرأ أيضا