أسعار الحلويات تثقل كواهل أرباب الأسر في رمضان

بدت الصدمة واضحة على وجه أبو علي (53 عاما)، وهو يسأل بائع الحلويات عن سعر…

بدت الصدمة واضحة على وجه أبو علي (53 عاما)، وهو يسأل بائع الحلويات عن سعر “البقلاوة”، وعلى الرغم من ارتفاع ثمنها لنحو الضعف مقارنة بالشهور الماضية، إلا أنه جمع كل ما بحوزته من مبالغ، وطلب نصف كيلو غرام، لكي يسعد أبناءه الصيام الذين طلبوا منه حلويات.

“كنت مضطرا لشراء الحلويات، حتى لا يشعر أبنائي بأي نقص في مائدة الإفطار، لا أريد أن أقول لهم أني لا أملك ثمنها”، هكذا يفكر أبو علي، وهو أب لأربعة اطفال.

ويكمل أبو علي حديثه لـ”العالم الجديد”، بالقول، إن “سعر الكيلوغرام من الحلويات، ارتفع إلى الضعف مقارنة بالعام الماضي، وبدلا من شراء كيلو غرام، بتنا نشتري نصفه”، مؤكدا أن “الصائم بحاجة إلى الحلويات بعد الإفطار، والأطفال يرغبون ببعض الأنواع المحددة، ما يجري كارثة حقيقة للفقراء”.

معاناة ارتفاع الأسعار، ألقت بظلالها على شهر رمضان من كافة الجوانب، ودفعت بعض العائلات إلى إلغاء بعض أصناف الأطعمة من مائدة الإفطار، وفقا لتقرير سابق لـ”العالم الجديد”، إذ تزامن شهر رمضان الحالي مع ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية بشكل عالمي، نتيجة للحرب الروسية- الأوكرانية التي أدت إلى توقف إمدادات الكثير من المواد الغذائية الأولية للعالم، لاسيما وأن الدولتين تعتبران “سلة غذاء” العالم.

لكن، محمد شكر، وهو صاحب محل حلويات في بغداد، عزا ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية، قائلا في حديث خلال لـ”العالم الجديد”، إن “ارتفاع أسعار الزيت والطحين والمواد الأخرى، انعكس على أسعار الحلويات، حيث أن سعر الطحين كان 11 الف دينار، والآن أصبح 24 ألفا، وكذلك السكر كان بسعر 34 الف دينار، أما الآن فقد أصبح بـ54 ألفا، ناهيك عن الزيت الذي كان سعر اللتر منه 1750 دينار، أما الآن فهو بسعر 3500 دينارا”.

ويتابع “مع كل ما ذكر فإن سعر الكيلو غرام من الحلويات كان يصل الى 18 ألف دينار تقريبا، والربح فيه يصل إلى 4 آلاف تقريبا، أما الآن فإن سعر الكيلو غرام بين 25- 30 ألف دينار، والربح فيه أقل من 2000 دينار”.

 

ويستطرد أن “الإقبال في شهر رمضان الحالي يختلف كثيرا عن السابق، نظرا للوضع الاقتصادي الذي يمر به المواطن، فهو غير مجبر على شراء الحلويات بسعر يصل إلى 25 ألف دينار، حيث أن الأهالي يفكرون بصرف هذه الأموال على الأمور الغذائية الأساسية”.

الحلويات في رمضان، لا تقتصر على المحال الخاصة بها، فهناك عربات جوالة، تبيع مختلف أصناف الحلويات وبنصف سعرها في المحال.

حسن الساعدي، وهو صاحب عربة جوالة، يوضح خلال لـ”العالم الجديد”، أن “الإقبال علينا نحن أصحاب العربات أو الباعة المتجولين، يكون أكثر من المحال المعروفة، التي لا يرتادها إلا ميسور الحال مثلا”.

ويؤكد الساعدي، أن “أسعارنا تتراوح ما بين 5- 10 آلاف دينار للكيلوغرام في أفضل الأحوال، أي أقل بأكثر من النصف عن المحال المختصة بالحلويات، كما أن أماكن تواجدنا في طريق المارة، وبالتالي فإن نسب الشراء تكون مرتفعة”.

يذكر أن مجلس النواب، ما زال يناقش قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي، الذي أرسلته له حكومة تصريف الأعمال، بغية تمريره بقيمة كانت نحو 35 تريليون دينار (23.9 مليار دولار)، لكن جرى تخفيض 10 تريليونات منها من قبل البرلمان أمس الإثنين. 

وكان مجلس الوزراء قرر في 8 آذار مارس الحالي، إطلاق حصتين للمواد الغذائية في البطاقة التموينية فوراً والبدء بإجراءات توفير حصة شهر رمضان، وإعادة النظر بموازنة البطاقة التموينية.

إقرأ أيضا