خبراء: الخط التركي لن يبرد صيف العراق.. ولابد من تضمينه إطلاقات مائية

قلل خبراء في الطاقة، من أهمية الخط التركي على مستوى تجهيز العراق بالكهرباء، وفيما أكدوا…

قلل خبراء في الطاقة، من أهمية الخط التركي على مستوى تجهيز العراق بالكهرباء، وفيما أكدوا أن الصيف المقبل لن يختلف عن المواسم السابقة، شددوا على ضرورة تضمين صفقة الكهرباء التي تولدها السدود التركية شرطا آخر هو إطلاق كميات إضافية من المياه.

ويقول الخبير في الطاقة حمزة الجواهري خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “ما أعلن في بداية المشروع من أن كمية الطاقة المستوردة من تركيا والبالغة 300 ميغاواط، لن تضيف شيئا للوضع الحالي”.

ويضيف الجواهري، أن “الوضع الحالي يشير إلى أن الطاقة الكهربائية ستبقى متذبذبة في فصل الصيف أيضا، لأن الوعود كثرت من قبل وزارة الكهرباء دون أي نتيجة واضحة، والسؤال هنا ما هو الفرق بين السنة الحالية عن السابقة”.

ويؤكد “خلال الفترة الماضية، تم فتح عدد من محطات الكهرباء، إلا أن هذا يقابله زيادة في الاحتياجات، سواء احتياجات المواطن أو الصناعة أو المعامل، وبالتالي فإنها عملية متزامنة”.

وكان وزير الكهرباء عادل كريم، أعلن أمس الأول الأحد، عن استكمال الربط الكهربائي مع تركيا، وأن الربط مع الأردن تحت الإنشاء، فيما تستمر المفاوضات بشأن الربط الكهربائي مع الخليج من أجل الوصول إلى اتفاقات ضامنة للطرفين.

وجاء إعلان الوزير، بالتزامن مع توجيهات أصدرها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، بشأن توفير الطاقة الكهربائية، ومنها تشديده على أهمية إكمال الاستعدادات وتهيئة كل السبل والبدائل التي تضمن استقرار إنتاج الطاقة وفي مختلف الظروف المناخية، وتوفير مستلزمات وزارة الكهرباء بما يضمن أفضل تجهيز للمواطنين خلال فصل الصيف.

وشهد العراق منذ في شهر كانون الثاني يناير الماضي، انقطاعا للتيار الكهربائي، في وقت وصلت فيه درجات الحرارة في 16 محافظة إلى ما تحت الصفر المئوي.

وقد أعلنت وزارة الكهرباء في حينها، أن التوقف حدث في 4 خطوط إمداد إيرانية تجهز العراق بـ1100 ميغاواط من الطاقة، وأن تقليص إمدادت الغاز الوطني بنسبة 50 بالمائة بسبب سوء الأحوال الجوية، وبذلك تصبح القدرة المفقودة بسبب انخفاض ضغط الغاز حوالي 6500 ميغاواط، فضلا عن تقلص إمدادات الغاز الإيراني من 50 مليون متر مكعب يومياً إلى 8.5 ملايين فقط، فيما أكدت أن هذه العوامل أدت إلى الانقطاع في التيار الكهربائي.

وشهدت المنظومة الكهربائية في العراق، مطلع تموز يوليو 2021 (ذروة فصل الصيف) انطفاءً كاملا في الوسط والجنوب، ما دفع رئيس الكاظمي إلى إصدار قرارات عاجلة، خلال قيامه بجولة اوروبية، ومنها إقالة المدير العام للشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية/ الفرات الأوسط وكالة، وتوجيه عقوبة التوبيخ له وذلك لإهماله في أداء أعماله وواجباته، ما تسبب بسقوط خطوط نقل الطاقة (400 kv)، وحدوث إطفاء التيار الكهربائي في عموم المحافظات.

إلى ذلك، يشير الخبير النفطي حمزة رمضان خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إلى أن “تركيا ولكونها جارة شمالية، ومنبعا لنهري دجلة والفرات، فمن الضروري أن يشمل اتفاق التعاون بشأن الكهرباء التي تولدها السدود التركية، شرطا لإطلاق كميات مائية إضافية للعراق”.

ويضيف رمضان، أن “هذا الشرط لو تحقق سيكون لفائدة الطرفين، فتركيا تكون قد استفادت من تصدير الكهرباء، والعراق استفاد من كميات المياه التي ستصله”، مستدركا “إذا لم تكن هناك شروط مسبقة وواضحة في العقد بهذا الخصوص، فستقتصر الصفقة على نقل الكهرباء الفائضة من تركيا فقط”.

ويشدد على “ضرورة أن تكون العلاقة مع تركيا وإيران مبنية على أسس صحيحة ولا تكتفي بالمطالبات، فطالما أن الكهرباء تولد من السدود، فإن ذلك يعني أن المياه لا تحول للأراضي التركية، لأن التوربينات تعمل من خلال الإطلاقات المائية، وهنا تصبح تركيا ملزمة بهذا البند الذي سيتضمن الكهرباء والماء، وبذلك سوف لن يشهد العراق صيفا سيئا على مستوى الكهرباء أو الماء”.

ويعتمد العراق على الغاز الإيراني في تشغيل محطات الطاقة الكهربائية، حيث يحصل على استثناءات دورية من واشنطن لاستيراد الغاز الإيراني، نظرا للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

ويعاني العراق من أزمة في إنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية، إذ بلغ الإنتاج الحالي 15 ألفا و800 ميغاواط، في حين يبلغ المستهدف 22 ألف ميغاواط، في حال توفر إطلاقات الغاز الإيراني، الذي توقف مؤخرا لعدم تسديد العراق ما بذمته من أموال في هذا الملف، وذلك بحسب تصريحات رسمية سابقة.

وكان العراق قد صرف خلال الأعوام 2006- 2017 أكثر من 34 تريليون دينار (نحو 29 مليار دولار)، لتحسين وضع الكهرباء في العراق، لكن ما تحقق من طاقة إنتاجية هو نصف الطاقة التصميمية التي صرفت عليها هذه المبالغ، وذلك حسب هيئة النزاهة العراقية.

إقرأ أيضا