بعد سنوات على التحرير.. ما سر بقاء داعش في العراق؟

تتعدد العمليات الأمنية لملاحقة تنظيم داعش، لكنها لم تنجح بالقضاء على التنظيم بشكل كامل، الأمر…

تتعدد العمليات الأمنية لملاحقة تنظيم داعش، لكنها لم تنجح بالقضاء على التنظيم بشكل كامل، الأمر الذي عزاه خبراء في الشأن الأمني الى استمرار داعش بكسب عناصر جديدة بما يملك من مغريات عديدة، يستهدف من خلالها شباب المناطق “المهمشة والمظلومة”، وبالتالي فلا تزال الحواضن موجودة، وتفرز خلايا جديدة، والقضاء عليها بحاجة لوقت طويل.

ويقول الخبير الأمني عماد علو خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “داعش تنظيم أممي منتشر على مساحة واسعة من قارة آسيا وأوروبا وأفريقيا، ومسألة القضاء عليه لا تتم في ليلة وضحاها، إضافة الى أن التنظيم لديه قاعدة إيديولوجية استطاع من خلالها تجنيد عناصر في تنظيمه، كما أنه سيطر لسنوات على مساحات واسعة من العراق وسوريا يديرها التي هي بتعداد سكاني بلغ 8 ملايين نسمة، والعديد من هولاء تأثر بافكار التنظيم، وبالتالي فكل هذه العوامل هي سبب وجود خلاياه في العراق وغيره”. 

وكانت القوات الأمنية قد أعلنت عن إطلاق عملية أمنية أمس الأحد، لتفتيش وتأمين جبال العطشانة غربي الموصل، بمشاركة قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي، كما أعلنت خلية الإعلام الأمني، يوم أمس أيضا، عن قتل ثلاثة إرهابيين خلال ضربة جوية ضمن قاطع محافظة صلاح الدين.

ويضيف علو، أن “ما يقوم به الجيش العراقي هو انتصارات حقيقية من أجل القضاء على التنظيم والحد من نشاطه، وبالفعل فإن عمليات داعش لم تعد كما كانت سابقا في قدراته سواء من ناحية الاشتباكات أو الأسلحة التي كان يمتلكها، إضافة إلى أن الحواضن الاجتماعية لم تعد تحتويه”، مبينا أن “تجفيف منابعه سوف يستغرق سنوات من أجل القضاء عليه بالكامل”.

ويؤكد أن “مسالة استقطاب داعش لعناصر جدد، يتعلق بمسألة الخدمات وأنظمة الحكم السائدة في المناطق التي يستهدفها داعش، خاصة تلك التي يشعر أهلها بالظلم وانتهاك حقوقهم، إضافة الى أنه يدغدغ المشاعر الدينية والعقائدية ويحاول من خلال الإغراءات المالية والجنسية، فيما يسمى بجهاد النكاح يؤدي الى كسب عناصر جديدة، والحد من هذا النشاط لا يقع على عاتق الجهد الاستخباري فقط، بل يتحمل زعماء الطوائف الإسلامية مسؤولية التوعية لمنع انضمام عناصر جدد للتنظيم”.

وتأتي هذه العمليات الأمنية استكمالا لعشرات العمليات الأخرى، التي أطلقت في المناطق المحررة لملاحقة خلايا تنظيم داعش، والتي دائما ما تسفر عن العثور على مضافات فيها أدوات منزلية ومقتل عدد من عناصر التنظيم، وهذا الى جانب مئات الطلعات الجوية التي تنفذ لاستهداف عناصر داعش أو عجلاتهم المفخخة في المناطق الصحراوية.

وهذه العمليات الأمنية بدأت مباشرة بعد إعلان التحرير عام 2017، واستمرت لغاية الآن، لتطهير كافة المناطق من وجود عناصر التنظيم، لكنها مستمرة بقتل الدواعش دون الإعلان عن القضاء على عناصره بشكل كامل في العراق. 

بالمقابل، فإن نشاط تنظيم داعش تراجع كثيرا في الأشهر الماضية، وخاصة بعد مقتل زعيمه عبدالله قرداش بضربة أمريكية في سوريا، وبقي نشاطه إعلاميا فقط، خاصة مع إصداره تهديدا لتنفيذ “غزوة” في شهر رمضان الماضي، دون أن تنفذ بشكل كبير، باستثناء بعض الهجمات شنها على نقاط أمنية.

من جانبه، يرى الخبير الأمني هيثم الخزعلي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “داعش مرتبط بالوجود الدولي ويحقق أهدافا سياسية، وتوظيفه يأتي على هذا الأساس، كما أن هناك جهات سياسية داعمة له، لذا فإنه ما زال يتمتع بالحواضن”.

ويشير إلى أنه “تم القضاء على داعش كتنظيم، إلا أنه ما زال موجود فكريا وهو ما يحتاج جهد ووقت كبير للقضاء عليه”، مضيفا أن “التنظيم لديه أرصدة مالية ويقوم بتحريكها ويستطيع من خلالها اغراء البعض بالانضمام الى صفوفه، والمال هو وسيلة لجذب عناصر جدد، سواء في العراق أو بعض دول آسيا وأفريقيا”. 

يشار الى أن أبرز عمليات داعش جرت خلال كانون الثاني يناير الماضي، تمثلت باستهداف سرية للجيش العراقي في ناحية العظيم بديالى، أدت إلى مقتل 11 جنديا، في هجوم أثار الرأي العام والدولي، وعلى خلفية الهجوم، شنت القوات الأمنية عمليات عديدة لملاحقة عناصر التنظيم، معلنة عن مقتل أفراد الخلية التي نفذت ذلك الهجوم.

إقرأ أيضا