مع صعوبة التأشيرة لتركيا.. 5 ملايين سائح ينوون قضاء العطلة الصيفية بإقليم كردستان

مع بدء العطلة الصيفية وارتفاع درجات الحرارة، تستعد العوائل في وسط وجنوب العراق لسفرات سياحية،…

مع بدء العطلة الصيفية وارتفاع درجات الحرارة، تستعد العوائل في وسط وجنوب العراق لسفرات سياحية، لكن صعوبات منح سمة الدخول لتركيا، وجهت بوصلتهم نحو إقليم كردستان شمالي البلاد، والذي يشهد ارتفاعا ملحوظا بعدد الحجوزات، والذي من المتوقع أن يصل عدد المصطافين فيه إلى خمسة ملايين شخص، في ظل انتقادات لعجز الحكومة عن تنشيط السياحة في العراق وجذب سواح أجانب.

ويقول محمد أحمد، وهو صاحب شركة القمة العربية للسياحة والسفر خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الصعوبات التي حصلت بمنح سمة الدخول لتركيا وبعض الدول الأخرى، أدت لتراجع كبير بالرحلات السياحية خارج البلد، فتركيا لا يمكن الحصول على سمة دخولها (الفيزا) إلا بحضور الشخص نفسه لسفارتها”.

ويضيف أحمد، أن “هذه الصعوبات خفضت الأعداد للنصف تقريبا، وبالتالي فقد تحول الإقبال على إقليم كردستان، وبدأ يشهد تصاعدا بعدد الرحلات”.

ويوضح أن “عدد الحجوزات التي نعملها يوميا إلى خارج العراق تقريبا تبلغ تذاكر، أما إقليم كردستان، فإن الرحلات مستمرة، وكل رحلة فيها 35 شخصا، وهي بشكل يومي، والإقبال ارتفع الآن مع قرب بدء العطلة الصيفية”.

وشهد إقليم كردستان العراق، العام الماضي، زخما بشريا كبيرا خلال أعياد نوروز رغم أزمة تفشي كورونا في ذلك الوقت، بعد أن عانى الإقليم عام 2020 كثيرا حين تضرر قطاعه السياحي بسبب إجراءات حظر التجوال التي فرضت مع بدء تفشي الفيروس.

يشار إلى أن العراقيين، وبعد العام 2003، توجهوا إلى السفر خارج البلاد بعد الانفتاح على دول الجوار ورفع القيود عن جواز السفر، وعودة الطيران ليغطي أغلب بلدان العالم، لكن الكثير منهم يلجأون إلى السياحة الداخلية، وتحديدا في إقليم كردستان.

ومنذ العام الماضي، شددت تركيا من اجراءات منح سمة دخولها للعراقيين، ووضعت شروطا صعبة التحقق لغالبية المسافرين وخاصة الشباب منهم، منها إبراز سند عقار وتأييد عمل رسمي.

الى ذلك، يبين مدير التنسيق السياحي بهيئة السياحة في إقليم كردستان سيروان مصطفى خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هيئة السياحة في إقليم كردستان استعدت لاستقبال وفود السواح، خاصة بعد بدء عطلة الصيفية وارتفاع درجات الحرارة في وسط وجنوب العراق إلى جانب العواصف الترابية”.

ويشير إلى أن “التوقعات تشير إلى أن خمسة ملايين سائح سيدخلون الإقليم حتى نهاية العام الحالي، في ارتفاع ملحوظ عن أعدادهم في العام الماضي”.

ويعزو أسباب زيادة عدد السواح لإقليم كردستان، إلى أن “مناطقه مهيأة ومجهزة وجيدة، مع وجود خطط ستراتيجية لجذب السواح بدلا من الذهاب إلى تركيا َأو إيران، كما أن مناطق كردستان الجبلية والطبيعة الجميلة جذبت هذه السنة العديد من السواح الأجانب أيضا”.

ومنذ فترة، تشهد مناطق الوسط والجنوب، عواصف ترابية شديدة، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة لما يقارب 50 درجة مئوية.

ويعد إقليم كردستان، من أهم المناطق السياحية في العراق، ويتجه لمدنه أغلب العراقيين سواء في المناسبات والعطل الرسمية أو أيام الصيف، هربا من ارتفاع درجات الحرارة في الوسط والجنوب، ولتوفر مدن الإقليم على مناطق سياحية طبيعية، منها الشلالات والجبال والمساحات الخضراء الواسعة.

من جهته، يرى الخبير الاقتصادي ضياء المحسن خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الحكومات المتعاقبة كان يفترض بها أن تستثمر جوانب السياحة، وبدلا من ذهاب المواطنين إلى الخارج، كان الأجدر الترويج للسياحة الموجودة في العراق، حيث لا يعرف أحد المرافق السياحية في الداخل، وخاصة الدول الأخرى، التي تتصور أن البلد ضائع في الفساد والحروب والقتل”.

ويؤكد المحسن، أن “المشكلة التي تواجه السياحة في العراق، هي الإجراءات الرسمية والموافقات، وهذه تشكل عائقا أمام الشركات السياحية التي تعمل على جذب سواح إلى العراق، فأحيانا تنتظر الشركات أسابيع للحصول على موافقة، وهذا يضر السياحة، فنحن بحاجة إلى تذليل تلك العقبات وتسهيل الإجراءات”.

ويلفت إلى أن “الأموال التي تستحصل من السياحة كبيرة جدا، فعند قدوم السواح للبلد يكون المكسب من ناحيتين، الأول المحافظة على دخول العملة الصعبة للبلاد، والثاني تشغيل الأيدي العاملة بالمرافق السياحية”. 

جدير بالذكر، أن العراق منذ أكثر من عام يشهد توافد المئات من السواح الأجانب، الذين يزورون المدن الأثرية والدينية، ويتجولون في الأسواق الشعبية، إضافة إلى زيارة العديد من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي الأجانب للبلد وتصويرهم لفيديوهات عن مدن العراق ونشرها في صفحاتهم التي تضم ملايين المتابعين.

إقرأ أيضا