ثغرات أمنية وخلل بالخطط العسكرية.. هل تنجو ديالى من مخالب داعش؟

لم تهدأ محافظة ديالى، فما يزال تنظيم داعش ينشط فيها بين آونة وأخرى، الأمر الذي…

لم تهدأ محافظة ديالى، فما يزال تنظيم داعش ينشط فيها بين آونة وأخرى، الأمر الذي عزته قيادة العمليات المشتركة إلى “ثغرات” يستغلها التنظيم، لكن مسؤولين وخبراء أشاروا إلى أن استمرار الهجمات رغم وجود عمليات أمنية عديدة، يؤشر وجود خلل في الخطط العسكرية، فيما ذهبوا أيضا إلى أن المعركة الحالية هي معركة “معلومة استخبارية” وليست مواجهة عسكرية.

ويقول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الوضع الأمني في محافظة ديالى تحت السيطرة، وما يحصل من خروق أمنية بين حين وآخر، هو بسبب استغلال عناصر تنظيم داعش الإرهابي لبعض الثغرات، ونحن عملنا على سد الكثير من هذه الثغرات عبر اتخاذ عدة إجراءات أمنية وعسكرية جديدة”.

ويضيف الخفاجي، أن “من ضمن تلك الإجراءات تكثيف الجهد الاستخباري لملاحقة خلايا تنظيم داعش الإرهابي، وتزويد النقاط والمناطق المهمة بالكاميرات الحرارية، مع تكثيف الطيران المسير وطيران الجيش بشكل شبه مستمر لمراقبة الأجواء ورصد أي تحركات للخلايا الإرهابية، إضافة إلى التعزيز العسكري لبعض المناطق، التي تشهد خروق بشكل متكررة”.

ويشدد على أن “تنظيم داعش الإرهابي، غير قادر على السيطرة على شبر واحد فقط في محافظة ديالى وجميع المناطق العراقية، فهو يعتمد على عمليات الاستهداف والهروب، وهو يريد من تلك العمليات إيصال رسائل بانه مازال موجود ويتحرك، ونحن خلال الفترة الماضية تمكنا من استهداف قيادات وعناصر مهمة في تنظيم داعش، بعضها مسؤول عن تنفيذ الهجمات الإرهابية الأخيرة في ديالى والمناطق القريبة منها”.

وكان آخر هجوم نفذه داعش في ديالى، قبل يومين حيث هاجم بالأسلحة الخفية والقناص نقطة أمنية للشرطة في اطراف قرية الهاشميات شرقي ناحية هبهب ما أسفر عن تدمير كاميرا حرارية تابعة للنقطة الأمنية.

ويأتي الهجوم بعد انطلاق عملية أمنية لملاحقة قناصة التنظيم في الحدود المشتركة بين المحافظة والعاصمة بغداد، على خلفية هجوم نفذ مطلع الشهر الحالي للتنظيم استهدف فيه نقطة أمنية أيضا في ناحية بهرز.

وكان تنظيم داعش قد شن هجمات في محافظتي كركوك وديالى خلال أوآخر الشهر الماضي، حيث هاجم داعش ناحية جلولاء في ديالى، بقذائف الهاونات واسلحة القنص ما أدى مقتل ستة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين.

يذكر أن أبرز عمليات داعش جرت خلال كانون الثاني يناير الماضي، تمثلت باستهداف سرية للجيش العراقي في ناحية العظيم بديالى، أدت إلى مقتل 11 جنديا، في هجوم أثار الرأي العام والدولي، وعلى خلفية الهجوم، شنت القوات الأمنية عمليات عديدة لملاحقة عناصر التنظيم، معلنة عن مقتل أفراد الخلية التي نفذت ذلك الهجوم.

من جانبه، يرى الخبير الأمني صفاء الأعسم خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “استمرار الخروق الأمنية في محافظة ديالى مع وجود العمليات الأمنية والعسكرية بمناطق مختلفة من المحافظة يشير إلى وجود خلل بالخطط الأمنية المتخذة ويدل على وجود ثغرات تستخدمها خلايا تنظيم داعش في تحركاتها مؤخرا”.

ويلفت إلى أن “الجهات الأمنية العليا مطالبة بإعادة وضع الخطط الأمنية والعسكرية والعمل على سد الثغرات التي تستغل من قبل عناصر تنظيم داعش في شن الهجمات، كما هذه الجهات مطالبة بإجراء تغييرات شبه دورية في المناصب العليا الأمنية والعسكرية في جميع المناطق”.

ويستطرد أن “الانتشار الأمني دون وجود خطط محكمة ومدروسة لا نفع فيه، فصد هذه الخروق يحتاج إلى خطط تمنع حصول أي ثغرة، كما أن هذه الخطط يجب أن يكون اعتمادها الأساسي المعلومة الاستخباراتية، وهنا يجب أن يكون الاعتماد بشكل كبير على المعلومات من المواطنين القريبين من المناطق الزراعية والجبلية، التي دائما ما تستخدمها خلايا تنظيم داعش في تحركاتها”.

يشار إلى أن العمليات الأمنية لم تتوقف منذ اعلان التحرير عام 2017 ولغاية الان، لتطهير كافة المناطق من وجود عناصر تنظيم داعش، ودائما ما تسفر عن العثور على مضافات فيها أدوات منزلية ومقتل عدد من عناصر التنظيم، وهذا إلى جانب مئات الطلعات الجوية التي تنفذ لاستهداف عناصر داعش أو عجلاتهم المفخخة في المناطق الصحراوية.

بالمقابل، فإن نشاط تنظيم داعش تراجع كثيرا في الأشهر الماضية، وخاصة بعد مقتل زعيمه عبدالله قرداش بضربة أمريكية في سوريا، وبقي نشاطه مقتصرا على هجمات متفرقة في محافظة محددة منها ديالى وكركوك.

الى ذلك، يوضح النائب عن محافظة ديالى رعد الدهلكي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “استمرار الخروق الأمنية في المحافظة له تداعيات خطيرة وكبيرة، خصوصاً أن هذه الخروق تحصل مع وجود عمليات أمنية وعسكرية في مناطق مختلفة من ديالى والمحافظات القريبة منها، وهذا ما يؤشر وجود خلل أمني خطير”.

ويؤكد أن “بعض أهداف العمليات الإرهابية التي تحصل في محافظة ديالى هي إثارة الفتنة الطائفية، ولهذا يجب التصدي لهذه العمليات واحباطها قبل تنفيذها من قبل الأجهزة الاستخباراتية المختصة، فالمعركة الحالية هي معركة المعلومة الاستخباراتية”، مبينا “سوف نعمل خلال الأيام المقبلة، على استضافة عدد من الشخصيات الأمنية والعسكرية المسؤولة عن الملف الأمني لديالى، لغرض مناقشة أسباب تكرار الخروقات الأمنية، خصوصاً أن هذه الخروقات دائما ما تسفر عن شهداء وجرحى سواء بصفوف القوات الأمنية أو المدنيين”.

وكانت “العالم الجديد” سلطت الضوء الشهر الماضي، على العمليات الأمنية لملاحقة تنظيم داعش، وعددها الكبير وأسباب عدم نجاحها بالقضاء على التنظيم بشكل كامل، الأمر الذي عزاه خبراء في الشأن الأمني إلى استمرار داعش بكسب عناصر جديدة بما يملك من مغريات عديدة، يستهدف من خلالها شباب المناطق “المهمشة والمظلومة”، وبالتالي فلا تزال الحواضن موجودة، وتفرز خلايا جديدة، والقضاء عليها بحاجة لوقت طويل.

يشار إلى أن تنظيم داعش، كان قد اختار في 10 إذار مارس الماضي، أبو الحسن الهاشمي القرشي، زعيما جديدا للتنظيم، خلفا لزعيمه عبدالله قرداش، الذي قتل في 3 شباط فبراير الماضي في سوريا، بعملية عسكرية أمريكية، ساهم العراق فيها عبر تزويد واشنطن بالمعلومات.

إقرأ أيضا