بين السعودية وإيران.. هل يحصل الكاظمي على “مراده”؟

جولة سريعة يجريها رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، تشمل السعودية وإيران، بهدف الحفاظ على سياسة…

جولة سريعة يجريها رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، تشمل السعودية وإيران، بهدف الحفاظ على سياسة “التوازن” وإحراز تقدم فيها قبل القمة المرتقبة في جدة الشهر المقبل، بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، والحصول على “ضوء أخضر” للمشاركة فيها، خاصة بعد رفض وتوعد من قبل قوى الإطار التنسيقي، في ظل مساع للحصول على ولاية ثانية حتى وإن كانت ضعيفة، كما يرى محللون سياسيون

ويقول رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “زيارة الكاظمي إلى السعودية، تدخل ضمن الترتيب الذي يسبق زيارة بايدن، حيث أن الكاظمي يحاول تعزيز التقدم الحاصل بين الرياض وطهران من خلال الحديث المباشر مع المسؤولين في هاتين الدولتين، وإحراز مزيد من التقدم قبل اجتماع بايدن“.

ويضيف الشمري، أن “السبب الآخر للزيارة هو تدعيم وتثبيت سياسة التوازن الفاعلة المعتمدة دبلوماسيا لدى العراق”، مبينا أنه “قد تكون الغاية من زيارة الكاظمي لإيران قبل قمة السعودية الحصول على ضوء أخضر إيراني للمشاركة في القمة، أو مناقشة شكل الحكومة العراقية الجديدة مع القادة الإيرانيين“.

ويتابع أن “زيارة إيران ترتبط بملفات عدة تشكل طهران جزءا منها، كما تحاول إرسال رسائل طمأنة إلى الجانب الإيراني بأن العراق لن يكون شريكا في أي عدوان عليها“.

ومن المقرر أن يتوجه الكاظمي إلى إيران بعد السعودية، في زيارة تأتي بالتزامن مع موجة رفض واسعة من قبل قوى الإطار التنسيقي لمشاركته في قمة السعودية التي ستعقد الشهر المقبل بمشاركة أمريكا ودول الخليج ومصر والأردن بالإضافة إلى العراق.

وبحسب المعطيات فإن قمة السعودية تتضمن التخطيط لحلف أمني عربي قد تشارك فيه إسرائيل بطريقة غير مباشرة، ويقوم على إنشاء منظومة إنذار لصد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الإيرانية

وما زال العراق يعيش أزمة سياسية من دون حلول حتى الآن، على الرغم من انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية، لكن من المفترض أن تشهد الفترة المقبلة، وخاصة بعد بدء الفصل التشريعي الثاني للبرلمان، حلحلة للأزمة وتشكيل حكومة جديدة بتوافق جميع الكتل السياسية.

ويسعى الكاظمي منذ فترة إلى البقاء في منصبه عبر تجديد الولاية له، ومضى بحكومته على هذا الأساس، وسبق لـ”العالم الجديد” أن ناقشت طبيعة عمل الكاظمي وخطواته التي تشير إلى أنه باق في منصبه، عبر تقرير خاص بهذا الأمر، على الرغم من أن حكومته هي حكومة تصريف أعمال يومية.

إلى ذلك، يبين المحلل السياسي هاشم الكندي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الأجندة المعلنة لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط تتضمن إنشاء ما يسمى تحالفا أمنيا تكون إسرائيل جزءا منه، وبالتالي فإنها زيارة تهدف إلى توسعة التطبيع، وهذا أمر مرفوض“.

ويشير الكندي، إلى أن “هناك الكثير من الأصوات الناصحة المنادية بضرورة عدم مشاركة العراق في هذا المؤتمر لأنها تتقاطع مع القوانين والدستور العراقي، وتحديدا مع قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل”، لافتا إلى أن “رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يريد، من خلال زيارته إيران وبعدها السعودية، ربما فتح آفاق جديدة له أو طرح نفسه ليكون رئيس وزراء اضطراري، ولكن هذا الأمر يبدو صعبا جدا“.

ويتابع أن “هناك الكثير من الملاحظات على الكاظمي، ومنها اعترافات وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو بمشاركة جهاز المخابرات في اغتيال المهندس وسليماني عندما كان الكاظمي رئيسا للجهاز، بينما الأخير لم يقدم تبريرات ولم يجر تحقيقات بشأن هذه الجريمة طيلة عامين قضاهما في منصبه كرئيس للحكومة، بالإضافة إلى ملاحظات أخرى عليه“.

ويعتبر الكندي أن “الزيارات الإقليمية المقررة للكاظمي لن تنفعه في تمديد ولايته، لأن اختيار رئيس الوزراء المقبل سيكون بإرادة عراقية خالصة”، مضيفا أن “الجمهورية الإسلامية حريصة على أن يكون اختيار رئيس الوزراء عراقيا تماما من دون أي تدخل منها أو من غيرها“.

يشار إلى أن قمة السعودية، ستتناول ملف النفط بشكل موسع، ووفقا لمحللين عرب تحدثوا سابقا لـ”العالم الجديد” فأن القمة ستتناول مسألة رفع كميات الإنتاج النفطي مقابل خفض أسعاره بدعم السوق الأوروبية والأمريكية، في ظل الأزمة مع روسيا.

وكان العراق، قد استضاف جولات سرية للحوار السعودي الإيراني على أرضه، منذ انطلاق أولى الجولات في 9 نيسان أبريل 2021، بحضور رئيس المخابرات السعودية خالد حميدان ونائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد عرفاني.

وتبع هذا اللقاء في بغداد، توجه مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد إلى طهران، ضمن إطار مفاوضات إيرانية مع الإمارات، وذلك بحسب ما نقل مصدر عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال لقائه زعماء القوى السياسية في بغداد يوم 26 نيسان أبريل الماضي.

إقرأ أيضا