الجميع يترقب.. هل يقلب الصدر موازين العملية السياسية خلال “الجمعة”؟ 

​​​​​​​باتت صلاة الجمعة الموحدة، التي دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، محط ترقب من…

باتت صلاة الجمعة الموحدة، التي دعا إليها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، محط ترقب من قبل الأطراف السياسية، نظرا للتوقعات بأنها ستتضمن أوامر من الصدر لأنصاره بالتظاهر أو الاعتصام، إلى جانب رسائل سياسية تخص مساعي الإطار التنسيقي لتشكيل الحكومة، لكن بالمقابل فأن الإطار طالب التيار الصدري بالابتعاد عن سياسة “التهديد والوعيد” والمضي بسياسة الحوار والتفاهم

ويقول قيادي في التيار الصدري خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “إقامة صلاة الجمعة الموحدة في كل عام أمر طبيعي، وفي بعض السنوات أقيمت هذه الصلاة في مدينة الكوفة، وأحيانا في مدينة الصدر ببغداد، لكن صلاة هذه السنة ستكون لها أصداء خاصة، خصوصا مع وجود الأزمة السياسية التي يعيشها العراق منذ سنوات“.

ويبين القيادي طالبا عدم الكشف عن اسمه، أن “صلاة الجمعة الموحدة سوف تتضمن خطبتين، الأولى دينية بمناسبة إطلاق صلاة الجمعة من المرجع الشهيد محمد صادق الصدر، والثانية سياسية وربما تكون من كتابة الصدر شخصيا“.

ويضيف أن “صلاة الجمعة الموحدة في العاصمة بغداد، فيها رسائل سياسية كثيرة، أبرزها بيان قوة القاعدة الجماهيرية الصدرية، وهذا ما على الجميع الانتباه له، فهذا الجمهور ربما يتظاهر أو يعتصم في أي لحظة أمام المنطقة الخضراء أو حتى داخلها إذا أمر الصدر بذلك لمنع تشكيل أي حكومة توافقية“.

ويلفت إلى أن “نزول جمهور التيار الصدري إلى الشارع لمنع تشكيل أي حكومة توافقية أمر وارد جدا، وهناك قرارات وتوجيهات مهمة سوف تصدر خلال خطبة الجمعة الموحدة السياسية“.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا، أمس الأول الأحد، أنصاره إلى إقامة صلاة جمعة موحدة في مدينة الصدر شرقي بغداد، وذلك بعد يوم واحد من تصدر وسم “جاهزون” منصات التواصل الاجتماعي في العراق، والذي أطلق من قبل أنصار الصدر والسياسيين المرتبطين به

ووجه الصدر نواب الكتلة الصدرية بالاستقالة من البرلمان الشهر الماضي، ومضت استقالتهم رسميا وأدى النواب البدلاء عنهم اليمين الدستورية، وذلك احتجاجا على عدم دعم مشروع الصدر وهو “حكومة أغلبية”، والإصرار على حكومة “توافقية” من قبل الإطار التنسيقي.

وتعليقا على الأمر، يذكر القيادي في الإطار التنسيقي علي الفتلاوي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “التيار الصدري انسحب بكامل إرادته من العملية السياسية، على الرغم من المساعي لمنع ذلك الانسحاب من قبل قوى الإطار وقوى سياسية أخرى، ولهذا فأن التيار الصدري مطالب بترك حراك تشكيل الحكومة إلى القوى السياسية بعد تركه هذا الملف، بعيدا عن لغة التهديد والوعيد التي يطلقها بعض قيادات التيار عبر مواقع التواصل الاجتماعي“.

ويشير الفتلاوي إلى أن “إقامة صلاة موحدة من قبل جمهور التيار الصدري ليس بالأمر الجديد، خصوصا أن هذه الصلاة يشارك فيها الكثير من أبناء المرجع محمد صادق الصدر من خارج التيار الصدري، ولا نعتقد أن هناك أي هدف سياسي من إقامة هذه الصلاة، فهي شعيرة دينية يعمل التيار على إحيائها في كل سنة بهذا الموعد“.

ويتابع أن “العملية السياسية في العراق لا يمكن أن تسير بالتهديد والوعيد من خلال تحريك الشارع أو غير ذلك من الطرق، بل أن العملية السياسية تمضي بالحوار والتفاهم والاتفاق، وهذا ما عملت عليه قوى الإطار التنسيقي طيلة الفترة الماضية وستعمل عليه خلال المرحلة المقبلة، فهي ضد تهميش أي طرف سياسي بما في ذلك التيار الصدري، الذي هو من قرر ترك الساحة“.

ومنذ استقالة الكتلة الصدرية، بدأ الإطار التنسيقي مشواره لتشكيل الحكومة الجديدة، وعقد العديد من الاجتماعات مع القوى السياسية الأخرى، بهدف التوصل لحل وضمان حق كل كتلة، للمضي بالاستحقاقات الدستورية مع بداية الفصل التشريعي الثاني للبرلمان منتصف الشهر الحالي.

وكان صالح محمد العراقي، وهو شخصية افتراضية مقربة من الصدر ويطلق على نفسه “وزير القائد”، قد نشر السبت الماضي، منشورا قال فيه إن “بين قائدنا وبين الله عهدا، وإن العهد كان مسؤولاً- أن لا يضع يديه بيد أي فاسد ولن يرجع العراق للتوافق مهما كانت النتائج”، واصفا انسحاب الصدر بـ”انسحاب المنتصر“.

ونشر “وزير القائد” وهو لقب لشخصية مجهولة تعبر دائما عن مواقف الصدر، منشورا الجمعة الماضية، قال فيه إن “البعض يتوهم أن قرار انسحابه هو تسليم العراق للفاسدين والتوافقيين، كلا، بل هو تسليم لإرادة الشعب ولقراره، وإن غداً لناظره قريب“.

من جانبه، يرى المحلل السياسي علي البيدر خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “إقامة صلاة الجمعة في العاصمة بغداد من قبل أنصار التيار الصدري، لا تخلو من الرسائل السياسية، خصوصا في هذا التوقيت، ومع قرب تشكيل الحكومة الجديدة من قبل الإطار التنسيقي“.

ويضيف البيدر أن “لجوء التيار الصدري إلى الشارع بهدف عرقلة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة أمر وارد جدا، خصوصا أن هناك تحشيدا من قبل جمهور التيار الصدري على ذلك، ولاسيما أن التيار استخدم هذه الورقة (الشارع) سابقا في الكثير من الأزمات والقضايا“.

ويرجح أن “التيار الصدري لن يحرك الجمهور المشارك في الصلاة الموحدة نحو التظاهر أمام المنطقة الخضراء أو مناطق أخرى، لكنه سيكتفي بإيصال رسائل من خلال هذا التجمع الذي سيكون كبيرا جدا، وبعدها ربما تأتي خطوات الاحتجاجات، حتى لو كانت بعنوان شعبي وليس صدريا“.

يشار إلى أن التوقعات بتوجه الصدر، إلى تحريك تظاهرات جماهيرية، باتت هي الأقرب للواقع، وقد أكدها العديد من المحللين السياسيين في تقارير سابقة لـ”العالم الجديد”، حيث رجحوا انتقال المواجهة إلى الشارع، وسط تحذيرهم من صدام مسلح.

إقرأ أيضا