انتخابات أفغانستان: اقبال كبير على التصويت ونفاد بطاقات الإقتراع قبل الاغلاق

أغلقت مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأفغانية أبوابها فيما يعتبر أول واقعة في تاريخ البلاد لانتقال السلطة بشكل ديمقراطي.

وشهدت الانتخابات الأفغانية إقبالا كبيرا من جانب الناخبين لاختيار رئيس جديد خلفا للرئيس المنتهية ولايته حامد كرزاي.

وأعلن رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة الأفغانية أحمد يوسف نوريستاني أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية قد تتجاوز سبعة ملايين مشارك،أي أكثر من نصف الناخبين المؤهلين. فيما أدى هذا التوافد الكبير وغير المتوقع إلى نفاذ بطاقات التصويت في بعض المراكز الانتخابية.

وشهدت الانتخابات الرئاسية في أفغانستان امس السبت إقبالا غير متوقعا، ما أدى إلى نقص في بطاقات الإقتراع. الأمر الذي أدى إلى ظهور طوابير كبيرة من الناخبين أمام مكاتب التصويت مع اقتراب موعد إغلاق مراكز الاقتراع. ويبدو أن منظمي الانتخابات لم يكونوا مستعدين لمثل هذا الإقبال الكبير.

وأمرت المفوضية المستقلة للانتخابات بتمديد فترة الإقتراع لساعة واحدة على الأقل وإرسال بطاقات الإقتراع إلى الأماكن التي تحتاجها.

وقال وزير الداخلية الأفغاني، محمد عمر داودزاي، في تصريحات للصحفيين بالعاصمة كابول، عقب إغلاق مراكز الاقتراع مساء السبت، إن حصيلة ضحايا الهجمات بلغت 20 قتيلاً على الأقل، وأكثر من 43 جريحاً آخرين، بينهم عدد كبير من أفراد الشرطة والعسكريين.

ولفت الوزير الأفغاني إلى أن حصيلة القتلى تضم سبعة من أفراد الجيش، بالإضافة إلى تسعة من عناصر الشرطة، وأربعة مدنيين، بينما كان معظم الجرحى من المدنيين.

كما أشار داودزاي إلى أن قوات الأمن الأفغانية تمكنت من قتل ما لا يقل عن 86 من العناصر المسلحة في مختلف أنحاء الدولة الآسيوية المضطربة، وأحبطت العديد من الهجمات التي كانت تستهدف مراكز الاقتراع.

وذكرت تقارير إعلامية إلى أن نسبة الإقبال على الانتخابات الرئاسية، وهي الثالثة التي تجري في أفغانستان، منذ الإطاحة بحكومة \”حركة طالبان\” عام 2001، كانت كبيرة، رغم تهديدات أطلقتها الحركة \”المتشددة\” بمعاقبة كل من يقدم على المشاركة في تلك الانتخابات.

وكانت حركة طالبان قد توعدت باستهداف اللجان الانتخابية والعاملين فيها والناخبين بسبب ما قالت إنه مؤامرة غربية ضد البلاد.

وبلغ عدد اللجان التى أدلى الناخبون فيها بأصواتهم أكثر من 6 ألاف لجنة فرعية.
وانتشرت قوات الأمن في أرجاء العاصمة كابول والأقاليم الأفغانية كافة بهدف منع أي هجوم محتمل تشنه حركة طالبان التي تعهدت بعرقلة الانتخابات.

وشهدت الانتخابات اختيار مرشح في السباق الرئاسي علاوة على انتخاب أعضاء المجالس المحلية في 34 إقليما أفغانيا في الوقت نفسه.

وقال مراسل \”بي بي سي\” في كابول، ديفيد لوين، إن الكثير من الناخبين اصطفوا أمام مراكز الاقتراع منذ ساعات الصباح الأولى، حتى قبل بدء موعد الاقتراع.

ويتنافس ثمانية مرشحين لخلافة الرئيس حامد كرزاي الذي يمنعه الدستور من السعي لشغل المنصب لفترة ثالثة على التوالي.

وأكد كرزاي عقب إدلائه بصوته أهمية هذه الانتخابات.
وقال إنه \”يوم مهم جدا لتحديد مستقبل دولتنا حيث ينتخب شعب أفغانستان رئيسا وأعضاء مجالس الأقاليم عبر الاقتراع السري\”.

ووقعت بعض أعمال العنف تزامنا مع بدء عملية الاقتراع، حيث أفادت شرطة إقليم خوست الحدودية بسقوط صواريخ أطلقت من باكستان على الأراضي الأفغانية.
كما قتل ناخب وأصيب أخران في انفجار استهدف مركز اقتراع في إقليم لوغار جنوب البلاد.

وأبرز المرشحين الثمانية، ثلاثة وزيرا الخارجية السابقين عبد الله عبد الله، وزلماي رسول، ووزير المالية السابق أشرف غاني أحمدزاي.
وقام عبد الله بحملة واسعة، فيما يتمتع غاني بدعم قوي في صفوف الشباب بالمناطق الحضرية.

أما رسول فيبدو أنه المرشح المفضل لدى الرئيس كرزاي.
ومن غير المتوقع أن يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50 في المئة من الأصوات، وهي النسبة المطلوبة للفوز من الجولة الأولى، وهو ما يعني إقامة جولة ثانية يوم 28 مايو/ أيار المقبل.

وأبدى مراقبون دوليون تفاؤلا متزايدا بأن إحكام الأمن وعدد الضمانات الجديدة ضد التزوير سيجعل هذه الانتخابات أكثر نزاهة من أي اقتراع شهدته أفغانستان، بحسب مراقبين.

وكانت السلطات قد حظرت على المواطنين إرسال رسائل نصية قصيرة عبر الهواتف المحمولة حتى موعد إغلاق الصناديق مساء السبت بهدف منع استخدام هذه الخدمة للدعاية في آخر لحظة.

وبدأت أكبر عملية عسكرية في أفغانستان منذ سقوط نظام حكم طالبان في عام 2001 لتأمين الاقتراع، وفقا لما ذكره مراسلنا.

ومنعت السلطات دخول المركبات إلى كابول منذ منتصف يوم الجمعة، فيما أقامت قوات الشرطة نقاط تفتيش عند كل تقاطع.

ونشرت السلطات 400 رجل أمن لتأمين الناخبين أثناء عملية الاقتراع، حسبما أعلن مسؤولون.
وكانت الفترة التي سبقت الاقتراع الأشد دموية منذ سقوط طالبان، حسبما توضح
ليز دوسيت، كبيرة المراسلين الدوليين في بي بي سي.

فقد شن مسلحون هجمات على مقر وزارة الداخلية شديد التحصين، والمجمع الرئيس للجنة المستقلة للانتخابات، وفندق سيرينا الفخم.
لكن يبدو أن العنف أدى إلى تقوية عزيمة الأفغان على المشاركة في عملية الاقتراع، بحسب مراسلتنا.

وأظهر استطلاع للرأي، أجرته \”مؤسسة الانتخابات الحرة والنزيهة\”، أن أكثر من 75 في المئة من المشاركين يعتزمون التصويت بالرغم مما يشاع عن تراجع الثقة في العملية الانتخابية.

إقرأ أيضا