أمام توقف الحوار.. التيار والإطار يتبادلان تهمة “الانقلاب”

عزا التيار الصدري رفض زعيمه مقتدى الصدر أي حوار مع الإطار التنسيقي إلى عدم جدواه…

عزا التيار الصدري رفض زعيمه مقتدى الصدر، أي حوار مع الإطار التنسيقي إلى عدم جدواه بعد “الانقلاب الأبيض” على نتائج الانتخابات وتحول الديمقراطية إلى “خيال”، فيما يرى الإطار أن مطالبة الصدر بإجراء انتخابات جديدة “أقل سوءا” من سعيه إلى “الانقلاب” بواسطة العسكر أو العشائر.

ويقول قيادي في التيار الصدري خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الحوار بين القوى السياسية بشأن تشكيل الحكومة أو مخرجات الانتخابات الأخيرة غير مجدية، نتيجة التدخل القضائي الذي حصل والانقلاب الأبيض، وكل تفاوض على هذا الأساس غير ممكن، على اعتبار أن الديمقراطية أصبحت خيالا”.

ويضيف القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “التيار الصدري يريد صياغة جديدة تضمن على الأقل عدم التلاعب بالدستور ومعرفة نية المشرع في قضية الثلثين والكتلة الأكبر”، مشيرا إلى أن “غلق الصدر الباب بوجه الإطار المعني بهذا الموضوع أدى إلى الفتور، والإطار يلعب دائما على عامل الوقت ولا يهمه استقرار الحكومة والوضع الاقتصادي، وإنما يفكر فقط في توزيع التركة”.

ويتابع أن “باب المفاوضات مفتوح من أجل إعادة الصياغة وليس الذهاب لانتخابات مبكرة بالقوانين الحالية”، لافتا إلى أن “ممثلة الأمم المتحدة جنين بلاسخارت أرادت معرفة أجواء الصدر ومطالبه بعد أن تعرفت على مطالب الإطار التنسيقي”.

ويبين أن “الصدر أبلغها أن العملية السياسية بهذا المضمون تنتج صداما مسلحا مستقبلا وتمردا جماهيريا ضد المحاصصة، ويجب إما العودة إلى خيار الجمهور وبعد أن تنتهي الاستحقاقات الانتخابية يتم التعامل مع الدستور، أو تعاد صياغته، وهذا ما يرفضه الإطار الذي يريد الذهاب نحو الدستور الموازي”.

وكان الصدر، غرد يوم أمس قائلا “جاءت ردود إيجابية فيما يخص (حل البرلمان) وتجاوب شعبي وعشائري ومن الأكاديميين ومؤسسات المجتمع المدني وخطباء المنبر الحسيني بل ومن بعض علماء الحوزة العلمية الشريفة ومن بعض القيادات السياسية الكردية والسنية بل والشيعية أيضا”.

وتابع في تغريدته “تعالوا إلى كلمة سواء وإلى أفعال جادة وحقيقية ولنبتعد عن الحوارات الهزيلة فالعراق بحاجة إلى الأفعال لا الأقوال”، مبينا “ليعلم الجميع أن الثوار مستمرون بثورتهم حتى تحقيق المطالب ولن يتنازلوا على الإطلاق فهي فرصتهم الوحيدة والأخيرة.. بات (حل البرلمان) مطلبا شعبيا وسياسيا ونخبويا لا بديل عنه. ولتسكت كل أفواه الفاسدين أينما كانوا”.

وكان الصدر، قد ظهر بكلمة متلفزة يوم الأربعاء الماضي، وأكد أن “ما يحدث ليس صراعا على السلطة كما يروجون لأن من أراد السلطة لا يسحب 73 نائبا من البرلمان”، داعيا إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد حل البرلمان الحالي.

من جهته، يفيد النائب عن الإطار التنسيقي علي تركي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “تحركات الإطار محسوبة، وهو ذاهب باتجاه الأمور القانونية والدستورية، وبالتالي فأنه ماض بتشكيل الحكومة شاء من شاء وأبى من أبى”.

ويشير تركي إلى أن “التيار الصدري بدأ يقلل من سقف مطالبه إلى إعادة الانتخابات المبكرة، وبالنتيجة هو يريد العودة إلى البرلمان بأي طريقة كانت ومن خلال بوابة الانتخابات المبكرة، وهذه نتيجة ممكن أن تكون أقل سوءا من الانقلاب العسكري الذي كان يخطط التيار لتنفيذه بمساعدة حكومة الكاظمي أو تنفيذ انقلاب داعم وأبيض بمساعدة العشائر وغيرها”.

وسرعان ما رد قادة في الإطار التنسيقي على كلمة الصدر، وأكدوا تأييدهم لها، شريطة الحفاظ على المؤسسات الدستورية وعدم المساس بالسياقات القانونية والدستورية.

الإطار التنسيقي، من جانبه، اجتمع بعد كلمة الصدر، وأصدر بيانا أكد فيه دعمه لأي “مسار دستوري لمعالجة الأزمات السياسية وتحقيق مصالح الشعب بما في ذلك الانتخابات المبكرة، بعد تحقيق الإجماع الوطني حولها وتوفير الأجواء الآمنة لإجرائها، ويسبق كل ذلك العمل على احترام المؤسسات الدستورية وعدم تعطيل عملها”.

في حين، يرى المحلل السياسي نجم القصاب خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “لقاء بلاسخارت بالصدر وبعض الشخصيات السياسية شهد الاتفاق على التهدئة وعدم التصعيد لحين الجلوس إلى طاولة حوار للذهاب نحو الانتخابات المبكرة”.

ويوضح القصاب أن “المشكلة تتمحور حاليا حول هل أن البرلمان سيحل نفسه بنفسه أم عن طريق رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، وهل تبقى مفوضية وقانون الانتخابات أم يتم تغييرهما”، مشيرا إلى أن “هكذا خلافات لا يمكن حلها في يوم أو يومين”.

وكان رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، أعلن أن “مجلس النواب ممثل الشعب، وتلك الجماهير التي احتشدت هي جزء من كيانه وضميره، والتي لا يمكن بأي حال إغفال إرادتها في انتخابات مبكرة التي دعا إليها سماحة السيد مقتدى الصدر”.

يذكر أن مبعوثة الأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، زارت صباح الجمعة، الصدر في مقر إقامته بالحنانة في النجف.

وقالت بلاسخارت، خلال مؤتمر صحفي بعد اللقاء، إنها بحثت مع الصدر أهمية إيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة، مؤكدة أن “الصدر سيقول ما في جعبته لاحقا”.

إقرأ أيضا