خبير أمريكي يحمل بلاده تبعات جفاف البصرة.. ويحذر من “كارثة” بحلول 2050

حمّل خبير أمريكي، حكومة بلاده، مسؤولية الظهور المبكر والمتسارع لتداعيات أزمة الجفاف بمحافظة البصرة، بسبب…

حمّل خبير أمريكي، حكومة بلاده، مسؤولية الظهور المبكر والمتسارع لتداعيات أزمة الجفاف بمحافظة البصرة، بسبب احتلال العراق، محذرا من “الأسوأ” بحلول العام 2050، وذلك في مقال سلط الضوء على أزمة الجفاف القاسية التي تضرب بلاد الرافدين.

ويقول الكاتب والمؤرّخ الأمريكي وأستاذ تاريخ الشرق الأوسط وجنوب آسيا “خوان ريكاردو كول”، في مقال نشره موقع Common Dreams الإخباري الأمريكي وترجمته “العالم الجديد”، إن “الاحتلال الإنكلو- أمريكي للعراق حقق إرادة الولايات المتحدة بالحصول على نفط البصرة، وبالتالي حولّها الى مكان غير صالح للعيش، وإلى ذلك يعود جزء كبير من مسؤولية الظهور المبكر والمتسارع لتبعات أزمة الجفاف في المحافظة”.

ويضيف كول “في الوقت الذي شن ديك تشيني وعرابه جورج دبليو بوش حربهم على العراق، كان أحد أهدافهما، هو خلق وضع جديد تكون فيه حقول النفط العراقية الجنوبية -حيث الجزء الأكبر من احتياطيات النفط العراقي-، مفتوحة للتنقيب والتطوير”.

ويشير إلى أن “تحديات الاحتباس الحراري لن توزَّع بالتساوي على سكّان العالم، ومن بين الذين سيعانون أكثر من غيرهم هم سكان البصرة، الذين بدأت محنتهم بالفعل”، موضحاً “لقد عانى العراق خلال صيف 2022 من درجات حرارة مرتفعة للغاية، وسلسلة من العواصف الرملية غير المسبوقة، وانخفاض في مستويات الأنهار”.

ويردف “إلا أن المشكلة الحقيقية هي في الارتفاع المستمر بدرجات الحرارة الذي يعود إلى إنتاج مليارات الأطنان من ثاني أوكسيد الكاربون في الغلاف الجوي عن طريق حرق الوقود الأحفوري، مثل البترول وعن طريق إطلاق غاز الميثان من مواقع التنقيب عن النفط”، منوها إلى أن “بقاء البصرة كمنطقة رئيسة لإنتاج وتصدير النفط، يزيد من انبعاث ثاني أوكسيد الكاربون داخل المدينة، ما يزيد الأمر خطورة”.

ويلفت الكاتب والأكاديمي الأمريكي، إلى “المفارقة التي ظهرت عقب ذلك، وهي أنه بعد ثلاث سنوات فقط من بدء الحرب الأمريكية على العراق، بدأت طفرة التكسير الهيدروليكي (وهو تقنية تمكّن من تدفق النفط والغاز والمنتجات الأخرى بحرّية) في الولايات المتحدة، ما يدل على أنه لم يكن من الضروري غزو العراق في المقام الأول إذا كان المطلوب هو الثروة النفطية”.

ويتابع “على الرغم من أن العاملين في صناعة النفط يعرفون منذ سبعينيات القرن الماضي، أنهم كانوا يدمرون العالم، إلا أنهم استمروا بحملة التضليل، حتى انهارت أخيراً في العقد الماضي، ماجعل حكومة الولايات المتحدة تتعامل مع حالة الطوارئ المناخية على محمل الجد وتحاول إنشاء محطة كهربائية مقرها الولايات المتحدة”، مضيفاً “لو قام بوش وتشيني بضغط قضائي كامل من أجل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والسيارات الكهربائية في عام 2003 بدلاً من غزو العراق، لكانت الولايات المتحدة والعراق الآن في وضع أفضل بكثير”.

ويشير كول في مقاله الى أنه “في السنوات الـ19 الماضية، ضخت البشرية ما يقرب من 600 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ومن هنا تأتي معاناة البصرة التي ستزداد سوءا”.

ونظراً لارتفاع مستوى البحار أيضاً، وبسبب انخفاض مستوى أرض البصرة، يرى الكاتب والأكاديمي الأمريكي، أن حوالي ربع المدينة سيكون تحت الماء بحلول العام 2050، ما سيؤدي إلى هجرة جماعية.

لقراءة المقال باللغة الأصلية أنقر (هنا)

إقرأ أيضا