بعد مخاوف محلية ودولية.. ما حقيقة وأسباب تسرب النفط في ميناء البصرة؟

أثارت أنباء وقوع تسرب في الميناء النفطي الرئيس في البصرة مخاوف من توقف صادرات العراق…

أثارت أنباء وقوع تسرب في الميناء النفطي الرئيس في البصرة مخاوف من توقف صادرات العراق وحدوث نقص في الإيرادات والإمدادات للأسواق العالمية، إلا أن متخصصين أفادوا بأن التسرب وقع في أحد الخزانات وليس في الأنبوب البحري الناقل، مؤكدين أن ما حدث أمر معتاد ويتكرر باستمرار من دون أن يؤثر على وضع التصدير.

ويقول مصدر مسؤول في شركة تسويق النفط العراقية “سومو”، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الجهات المتخصصة الفنية والأمنية فتحت تحقيقا لمعرفة أسباب التسريب الذي حصل في منظومة التصريف في الخزانات وليس في الأنبوب النفطي، والتحقيقات أكدت أن التسريب فني، وهو أمر طبيعي وتم إصلاحه بشكل جيد لمنع تكراره خلال الأيام المقبلة”.

ويضيف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “هناك أنابيب في الخزانات وأنابيب التصريف التي يدخل فيها النفط والماء، متهالكة بسبب قدمها، ولذا تحصل فيها عمليات تسريب بين حين وآخر، وهذه ليست العملية الأولى وربما لن تكون الأخيرة، فعمليات التسريب تحصل في الكثير من الأنابيب حتى في المناطق الصحراوية وليس البحرية فقط، ويتم إصلاحها خلال ساعات قليلة جدا لا تتجاوز 5 ساعات”.

ويبين أن “الاهتمام الذي أحاط بهذا التسريب نتج عن نشر معلومة غير صحيحة، فهي تحدثت عن تسريب في الأنبوب البحري، وهذا إذا حصل فإنه يحتاج إلى جهد كبير من شركات عالمية لتصليحه ويستغرق أكثر من سنتين، كما أنه سيؤثر بشكل كبير على عموم سوق النفط العالمي، ولذا كان الإعلام الغربي مهتما جدا بالحادث”.

يذكر أن وكالة رويترز، كشفت في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول الجمعة، بأن صادرات الخام من ميناء البصرة توقفت بسبب تسرب، وأن الأمر قد يستغرق أكثر من أسبوع.

وزارة النفط من جانبها، لم تصدر أي بيان بهذا الشأن، لكن مصادر كشفت صباح أمس السبت، أن الأنباء التي تحدثت عن عن وجود خلل في تصدير النفط عبر ميناء البصرة النفطي غير صحيحة، وأن هناك خللا تم إصلاحه بعد ثلاث ساعات، وقد جرت بعدها عملية التصدير بشكل طبيعي.

وبعد الساعة الثامنة من صباح أمس، أعلنت شركة نفط البصرة، أن الفرق الفنية والهندسية قد عالجت تسربا للنفط الخام في منظومة خزانات الفوائض في ميناء البصرة النفطي، وأن عمليات التحميل والتصدير من العوامات الأحادية لم تتوقف، ويتم التحميل منها بالمعدلات الطبيعية المخطط لها.

من جهته، يوضح الخبير في الشأن النفطي حمزة الجواهري، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “التسريب حصل في الخزانات وليس في الأنبوب البحري كما نقلت بعض وسائل الإعلام العالمية أو المحلية، فإصلاح أي تسريب في الأنبوب البحري يستغرق أكثر من عامين، وهذا يعني إيقاف نحو 1.5 مليون برميل من نفط العراق”.

ويتابع الجواهري، أن “التسريب الذي حصل في الخزانات أمر طبيعي جدا، وهو يحدث بشكل شبه يومي في الكثير من المواقع النفطية، لكن الاهتمام بهذا الحدث جاء على خلفية نقل ونشر المعلومة بشكل خاطئ وكارثي، ولذا كان هناك اهتمام كبير فيها على المستوى الداخلي أو الخارجي”.

ويشير إلى أن “إصلاح هذا التسريب في الخزانات لا يستغرق سوى ساعات قليلة، وليس 24 ساعة، خصوصا أن الفرق العراقية الفنية تمتلك الخبرة الكافية في مواجهة هكذا خلل فني يحصل في الخزانات بشكل شبه يومي”.

وكان وزير النفط إحسان عبد الجبار أعلن في وقت سابق، التزام العراق بتصدير كامل حصته المقررة بموجب اتفاق ومحددات “أوبك”، والعمل مع أعضاء المنظمة والمتحالفين معها من خارج المنظمة على تحقيق التوازن في الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن العراق يهدف إلى زيادة قدراته الإنتاجية والتصديرية خلال السنوات المقبلة، من خلال تعزيز الاستثمارات في قطاع النفط والطاقة.

كما أعلن وزير النفط، في وقت سابق، أن الطاقات الإنتاجية الحالية للنفط الخام في العراق تبلغ أربعة ملايين و800 ألف برميل يوميا، ويجري العمل على زيادتها إلى ستة ملايين برميل قبل حلول العام 2027 وثمانية ملايين برميل يوميا بنهاية العام 2027 وذلك بالتعاون مع الشركات الأجنبية العاملة في البلاد.

وقررت منظمة أوبك، في آب أغسطس الماضي، زيادة إمدادات النفط لشهر تموز من سبع دول، من بينها العراق الذي ارتفع إنتاجه بمقدار 30 ألف برميل يوميا ليصل إلى 4,496 ملايين برميل يوميا.

ووفق منظمة أوبك، فإن إنتاج العراق النفطي ارتفع بمقدار 447 ألف برميل يوميا عن نفس الفترة من عام 2021.

إقرأ أيضا