يستورد كميات كبيرة منها.. كم مصفى يحتاج العراق لتأمين المشتقات النفطية؟

أنعش الإعلان عن قرب تشغيل مصفى كربلاء، الآمال بوصول العراق إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من…

أنعش الإعلان عن قرب تشغيل مصفى كربلاء، الآمال بوصول العراق إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية التي يستورد كميات كبيرة منها حاليا، حيث أكد خبراء في شؤون النفط والطاقة أن البلد ما زال بحاجة إلى عدد آخر من المصافي ليستغني عن استيراد المشتقات وينتقل إلى مرحلة التصدير.

ويقول مصدر في وزارة النفط، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “بدء العمل في مصفى كربلاء النفطي سوف يسد نحو 60 بالمئة من الحاجة المحلية من البنزين والنفط الأبيض والكاز، إضافة إلى وقود الطائرات”.

ويضيف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “هناك توسعة لمصفى البصرة، لإنشاء مصفى إضافي فيه كمصفى كربلاء، وهناك تقدم بهذا العمل ويمكن أن ينتهي خلال السنتين المقبلتين”.

ويشير إلى أن “العراق وقع مع شركة صينية على إنشاء مصفى جديد في الفاو، وهذا المصفى استثماري، لكن حتى الآن لم يتم بدء العمل فيه”، مبينا أن “العراق يعمل على إنشاء الكثير من المصافي خلال الفترة المقبلة عبر خطة وضعت لهذا الغرض، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي والعمل على تصدير بعض المشتقات النفطية لبعض الدول”.

وكانت شركة مصافي الوسط أعلنت، أمس الأحد، تشغيل مصفى كربلاء النفطي سيكون في نهاية العام الحالي، مشيرة إلى أن أهم منتجات المصفى هو وقود الكازولين (البنزين) والديزل والمنتجات الأخرى من النفط الأبيض.

وأوضحت الشركة، أن “تشغيل المصفى سيؤدي إلى تقليل استيراد المشتقات النفطية، وخاصة البنزين، من 60 إلى 70 بالمئة، مبينة أنه ستتم تغطية من 80 إلى 90 بالمئة من احتياجات الاستهلاك المحلي بعد تشغيل هذا المصفى إضافة إلى المصافي الأخرى التابعة لشركة مصافي الشمال وشركة مصافي الجنوب.

من جهته، يوضح الخبير النفطي حمزة الجواهري، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “مصفى كربلاء النفطي سوف يسد أكثر من 50 بالمئة من الحاجة المحلية من المشتقات النفطية، كما سوف يقلل الاستيراد بشكل كبير، وهذا سوف يوفر أموالا كبيرة جدا لخزينة الدولة، وبهذه الأموال سيتم تسديد كامل كلفة بناء هذا المصفى خلال سنتين فقط”.

ويتابع الجواهري، أن “العراق يحتاج إلى نحو 10 مصافٍ من أجل سد الحاجة المحلية بشكل كامل وإيقاف الاستيراد، وتوجد لدى الجهات الحكومية المعنية خطة حقيقية لإنشاء مصاف جديدة في بعض المحافظات، كما أن العراق من المفترض أن يكون مصدرا للمشتقات النفطية وليس مستوردا لها خلال المرحلة المقبلة”.

يشار إلى أن الطاقة التكريرية لمصفى كربلاء تبلغ 140 ألف برميل يوميا، ومن المقرر أن يضخ يوميا 8.2 مليون لتر بنزين و4.5 مليون لتر من زيت الغاز و2.9 مليون لتر كيروسين و3.75 مليون لتر ديزل، وقد بلغت كلفة إنجازه 6.5 مليار دولار على مساحة 6 ملايين متر مربع، على بعد 40 كم عن مركز مدينة كربلاء، وفقا لبيانات رسمية.

إلى ذلك، يفيد الخبير في شؤون الطاقة مازن السعد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “مصفى كربلاء النفطي سوف يسد أكثر من 40 بالمئة من الحاجة المحلية، كما أن عمل هذا المصفى سوف يقلل أكثر من نصف الاستيراد، خصوصا من مادة البنزين المحسن، الذي يستورده العراق بسعر عال جدا ويبيعه بما يقارب ربع قيمته”.

ويبين السعد، أن “العراق يحتاج إلى ثلاثة مصاف من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل للمشتقات النفطية المحلية والاستغناء عن الاستيراد بشكل كامل، وهذا سيكون له مردود مالي كبير في دعم خزينة الدولة والموازنات العامة لكل سنة”.

ويضيف أن “عمل المصافي مهم جدا للعراق من الناحية الاقتصادية، لكن بسبب سوء الإدارة والفساد تأخر العراق كثيرا في إنشاء مصاف ممكن أن توفر له المشتقات النفطية بدلا من الاستيراد، خصوصا أن عملية تكرير النفط سوف ترفع سعره إلى أربعة أضعاف، وهذا أهم شيء في عمل المصافي”.

يذكر أن العراق استورد مشتقات نفطية في المدة من 1 كانون الثاني يناير إلى 31 آذار مارس 2022 بواقع 298 ألفا و271 طنا من زيت الغاز بمبلغ 3 ملايين و755 ألفا و272 دولارا، و682 ألفا و162 طنا من البنزين بمبلغ 801 مليون و53 ألفا و204 دولارات، و564 ألفا و80 طنا من النفط الأبيض بمبلغ 193 مليونا و551 ألفا و68 دولارا، وفقا لبيانات وزارة النفط.

ويعد العراق ثاني أكبر مصدر للنفط في منظمة “أوبك” بعد السعودية، وتشكل احتياطاته المثبتة من النفط الخام نحو 153 مليار برميل، في حين تشير توقعات حكومية لإمكانية بلوغها 500 مليار برميل في ظل العمل على استكشافات جديدة.

وبلغ حجم صادرات العراق من النفط الخام خلال أيار مايو 2022 أكثر من 102 مليون بإيرادات بلغت 11 مليارا و436 مليون دولار، بمعدل 3 ملايين و300 ألف برميل يوميا، ويبلغ حجم إنتاج النفط الخام يوميا نحو 4.5 ملايين برميل يوميا، بحسب الإحصائيات الرسمية.

ولكن على الرغم من ذلك، ما زال العراق يستورد كميات كبيرة من حاجته من مشتقات النفط، فبحسب بيانات شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، فإن العراق استورد مشتقات نفطية بقيمة تجاوزت 3.3 مليارات دولار خلال العام الماضي، مقابل نحو 2.6 مليار دولار خلال عام 2020.

إقرأ أيضا