هل ينجح السوداني في حسم الملفات المشتركة مع طهران؟

تنتظر رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، في زيارته المرتقبة غدا الثلاثاء، إلى طهران، ملفات كثيرة،…

تنتظر رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، في زيارته المرتقبة يوم غد الثلاثاء، إلى طهران، ملفات كثيرة، يرى نواب ومحللون سياسيون، أن أبرزها سوف يكون مناقشة استهداف الأراضي العراقية، فضلا عن قضايا استرداد الأموال المهربة، إلى جانب قضايا المياه وقطع الأنهر الواصلة للعراق، فضلا عن بحثه ملف الوساطة التي تقودها بغداد بين السعودية وإيران.

ويقول رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية، عامر الفايز، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “زيارة السوداني المرتقبة إلى إيران تأتي ضمن جولته الخارجية لعدد من دول المنطقة والعالم، وهذه الجولة تهدف إلى الحصول على الدعم الدولي على كافة المستويات، خصوصا المتعلقة بجهود العراق بمحاربة الإرهاب والفساد والإعمار واسترجاع أموال العراق المهربة وغيرها من الملفات التي يحتاج العراق فيها إلى تعاون دولي”.

ويتابع الفايز أن “السوداني سيركز خلال زيارته طهران على الملف الأمني، وخصوصا المتعلق بالقصف الإيراني على الأراضي العراقية، وكذلك تواجد أحزاب معارضة لإيران داخل إقليم كردستان، كما سيؤكد أن العراق يرفض استخدام أراضيه للاعتداء على أي دولة جارة، وسيبحث هذا الملف بشكل معمق، وكذلك موضوع تأمين وضبط الحدود بين البلدين”.

ويشير إلى أن “ملف الوساطة العراقية ما بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية لن يكون غائبا عن السوداني خلال زيارته طهران، إضافة إلى الملفات الاقتصادية المشتركة بين البلدين المتعلقة بقضية الربط السككي وغيرها من الملفات الخاصة بقضية التبادل التجاري، وكذلك استيراد الغاز الإيراني”.

ومن المفترض أن يتوجه السوداني إلى طهران، يوم غد الثلاثاء، تلبية لدعوة وجهت إليه قبل يومين من قبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

ووفقا لمساعد مدير مكتب الرئيس الإيراني للشؤون السياسية محمد جمشيدي، سيكون رئيسي في استقبال السوداني، في مجمع سعد آباد الثقافي والتاريخي بطهران، مبينا أن السوداني سيعقد اجتماعات رسمية خلال هذه الزيارة التي تستغرق يوما واحدا.

جدير بالذكر، أن العراق يقود جولات وساطة بين السعودية وإيران، وعقدت 5 جولات لغاية الآن في بغداد بين ممثلي الدولتين، فيما أكد وزير الخارجية فؤاد حسين في أيلول سبتمبر الماضي، سعي العراق لعقد مزيد من جولات الحوار للتوصل إلى حسم الخلافات بين البلدين.

يشار إلى أنه خلال الشهر الحالي كثفت إيران من استهدافها للأراضي العراقية، وأثار هذا الملف لغطا كبيرا، حيث تستهدف مقار الأحزاب الكردية المعارضة لها في إقليم كردستان، ما دفع العراق إلى إدانة هذا القصف والتأكيد على احترام السيادة، كما طرح هذا الملف للنقاش خلال الزيارات المتكررة لرئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى بغداد.

من جانبه، يفيد المحلل السياسي كاظم الحاج خلال حديث لـ”العالم الجديد”، بأن “زيارة السوداني لطهران جاءت وفق دعوة وجهت له من الرئيس الإيراني، وتبادل الزيارات بين دول المنطقة، وخصوصا إيران، أمر طبيعي وله أهمية على مختلف الملفات المشتركة بين البلدين”.

ويضيف الحاج أن “السوداني سيحمل الكثير من الملفات معه إلى طهران، بعضها أمنية وأخرى اقتصادية، وبعضها سياسية تتعلق بقضايا المنطقة والعالم، والعراق وإيران كانا يعملان دائما على دراسة هذه الملفات خلال جميع الحكومات العراقية السابقة، والعلاقة بين بغداد وطهران لن تتغير على الرغم من تغير الحكومات، فموقف طهران الداعم للعراق ما زال كما هو”.

ويلفت إلى أن “توقيع اتفاقيات اقتصادية جديدة بين العراق وإيران أمر وارد خلال زيارة السوداني المرتقبة لطهران، ويبقى هذا الأمر مرهونا بالحوارات التي ستجري ما بين السوداني وفريقه الحكومي والمسؤولين الإيرانيين”.

يشار إلى أن السوداني، كان قد استقبل السبت الماضي، السفير الإيراني في العراق محمد كاظم آل صادق، وناقش معه عددا من الملفات المشتركة، في الجانب الاقتصادي والاستثمار، كما جرى التأكيد على مواصلة الاجتماعات بين العراق وإيران في الملف الأمني، بالشكل الذي يحفظ سيادة البلدين.

إلى ذلك، يبين رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “من المؤكد أن زيارة السوداني إلى طهران هي استمرار للعلاقات المهمة بين العراق وإيران، كالعلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري والتبادل في مجال الدعم اللوجستي لمواجهة الإرهاب وقضية اعتماد العراق على استيراد الغاز الإيراني، ولهذا فإن الزيارة تأتي لاستمرار هذه العلاقات كما كانت سابقا”.

ويردف فيصل أن “زيارة السوداني المرتقبة لطهران لها أهمية خاصة، خصوصا في ملف الهجمات الإيرانية على الأراضي العراقية ومناقشة التهديد الإيراني المتعلق بالاجتياح البري الإيراني للأراضي العراقية لملاحقة الأحزاب الكردية المعارضة للنظام الإيراني، ولهذا فإن الزيارة لها أهمية كبيرة كونها سوف تتناول القضايا الأمنية المشتركة بين البلدين”.

ويتوقع أن “يناقش السوداني ملف المياه مع الجانب الإيراني، خصوصا أن هناك أكثر من 12 نهرا تصب من إيران في نهر دجلة تم قطع وصول المياه إليها من قبل إيران، ولهذا يجب إنهاء هذا القطع من أجل مواجهة الجفاف”.

يذكر أن إيران قطعت المياه المتدفقة إلى سد دربندخان بالكامل، مطلع أيار مايو الماضي، ما أدى لأزمة كبيرة في حوض نهر ديالى الذي انخفضت مناسيبه بنسبة 75 بالمئة، وذلك بحسب تصريحات مسؤولين في المحافظة.

كما غيرت إيران مجرى نهر الكارون في العام 2018، حين أعلن معاون وزير الزراعة الإيراني آنذاك، علي مراد أكبري، عن قطع حوالي 7 مليارات متر مكعب صوب الحدود العراقية، وتخصيص مبلغ 8 مليارات دولار لوزارات الطاقة والزراعة للتحكم بحركة المياه، وأن هذه الكميات من المياه ستستخدم في 3 مشاريع رئيسية في البلاد، منها مشروع على مساحة 550 ألف هكتار في خوزستان، و220 ألف هكتار في خوزستان أيضا وإيلام، في غرب إيران، الأمر الذي أثر على مياه شط العرب وزاد من ملوحتها، وأضر بالأراضي الزراعية في محافظة البصرة.

إقرأ أيضا