يخت صدام حسين في البصرة يجذب الكويتيين: الدنيا دوّارة (صور)

تبدو على وجهه مسحة من الاستغراب والسعادة قبل أن يرفع صوته: “من كان ليصدق أننا…

تبدو على وجهه مسحة من الاستغراب والسعادة قبل أن يرفع صوته: “من كان ليصدق أننا اليوم على متن القارب الذي كان ملكا لرئيس النظام السابق”، ثم يقول “فعلا الدنيا دوّارة”.

ويضيف الكويتي قيس العبيد (54 عاما) خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “من المذهل مشاهدة شيء كان حكرا على الرئيس الأسبق (صدام حسين)، وبات اليوم متاحا لدخول الجميع دون استثناء، عراقيين وغير عراقيين، ليكون مكاناً سياحياً”، لافتا إلى أن “الأمر برمته لا يخلو من العبرة.. الدنيا دوارة فعلا، ولا تبقي على حال من الأحوال إلا وقلبته، فمن كان يتوقع أن يحدث ما حدث، واليوم أقف على متن اليخت الرئاسي الخاص بصدام”.

“نسيم البصرة” أو “اليخت الرئاسي”.. كان أحد وجهات الاهتمام والسياحة لمواطني الخليج لا سيما الكويتيين الذين توافدوا على البصرة أثناء وبعد فعاليات كأس الخليج العربي، اليخت الذي تحول من رئاسي إلى سفينة أبحاث تابعة لمركز علوم البحار الملحق بجامعة البصرة، والراسي في كورنيش شط العرب، فتح أبوابه أمام السياح للتعرف على مدى جودته وتاريخه ومستوى الرفاهية التي صنعت من أجل رئيس النظام السابق.

ويؤكد محمد صادق، وهو مواطن آخر من الكويت، لـ”العالم الجديد”، أن “من الجيد الاحتفاظ بهذا اليخت، وإبقاءه شاهدا على حقبة زمنية حافلة بالأحداث، ومن الجيد أيضا أن لا يتم تغيير ملامح مثل هكذا أشياء سواء اليخت أو القصور لتبقى شاخصة وتذكر الأجيال بالحقب التاريخية السالفة”.

ويتابع “نحن اليوم بأمس الحاجة إلى أي قطعة أو مخطوطة تاريخية تنقل لنا تفاصيل الماضي السحيق، فقد وثق هاتفي كل صغيرة وكبيرة وسأحتفظ بهذا التصوير لي ولأبنائي”.

وعلى الرغم من انتهاء فعاليات كأس الخليج، لا تزال البصرة تشهد حركة توافد مواطنين من دول الخليج، وذلك مع سريان قرار الحكومة الذي يسمح للدخول دون تأشيرة، إذ يستقبل منفذ سفوان الحدودي غربي البصرة يومياً، مواطنين من الخليج قادمين بمركباتهم.

وتروي الكويتية أم فهد (25 عاما) تجربتها لـ”العالم الجديد”، بأن “الجميل في كورنيش البصرة أنه ليس شارعا سياحيا فحسب، بل هناك عدة خيارات أمام المتنزهين من بينها الصعود على متن اليخت الرئاسي الذي يعتبر أثرا سياحيا تاريخيا ويشد فضول الناس لمعرفة ما بداخله من تفاصيل”.

وتضيف “شاهدنا اليخت أنا وزوجي وأطفالي وأقارب لنا في البصرة، وأتمنى لو حظينا بفرصة النزهة النهرية على متن اليخت لكن قالوا للأسف لا يتحرك حاليا”.

وللمرة الأولى تشهد البصرة توجه آلاف المواطنين من دول الخليج العربي، خلال بطولة خليجي 25، التي أقيمت فيها الشهر الماضي، وذلك بعد تقديم العراق تسهيلات منح سمة الدخول وإسقاط مبالغها المالية.

ويتحدث مدير مركز علوم البحار علي عبد الزهرة دعيبل، لـ”العالم الجديد” عن اليخت الذي “صنعته شركةٍ دنماركية عام 1981، بمساحة 84 مترا طولا و13 مترا عرضا والارتفاع مع الغاطس 12 مترا، ويتضمن 13 غرفة مؤثثة بشكل متكامل ومن مواد فاخرة، بالإضافة إلى ثلاث صالات للاجتماعات، فضلا عن مهبط للطائرات المروحية”.

ويضيف دعيبل، أن “اليخت يحتوي عدة قاعات مختلفة القياسات وجناحا رئاسيا يتضمن مكتبا وقاعة رئاسيتين وغرفة منام مع ملحقاتها من صحيات وصالون حلاقة، كما يوجد مستشفى صغير يشمل غرفا وسريرا للفحص والتطبيب”، مؤكدا أن “في اليخت بحدود 17 غرفة من الدرجة الممتازة، بالمقياس الفندقي وقاعة كبيرة كانت مخصصة لاجتماعات مجلس الوزراء وقاعة استراحة وغرفا للطاقم والضباط البحريين وغرفة للأجهزة اللاسلكية للاتصالات، بالإضافة إلى أن برج القيادة كبير جدا”.

ويتابع أن “اليخت مجهز بأحدث المواد والأجهزة المتطورة جدا في وقتها، كما يحتوي اليخت على مساحة جانبية للخروج الاضطراري تبعد عن الماء بحدود 65 سم، هذه الساحة باتت الآن تصلح لنصب كافة الأجهزة العلمية، كونها مساحة تمتد على طول اليخت وتعتبر كبيرة”.

وفيما يؤكد أن “اليخت يحتاج إلى صيانة دورية شبه يومية، لكونه يتواجد ويتأثر بالماء والهواء”، يلفت إلى أن “إمكانياتنا محدودة، فقد قمنا بصيانة اليخت وهو يعمل حاليا بصورة جيدة جدا، ولا توجد عطلات فيه، ونحاول في الفترة الحالية أن نعالج بعض العطلات الصغيرة مثل انسداد أنابيب أو تلف بعض المعدات البسيطة التي يمكن أن نعمل على تصليحها ونمتلك كادرا بحريا متخصصا بالصيانة، فضلا عن مساعدة بعض المؤسسات الحكومية والشركات المتخصصة في القطاع الخاص”.

ويذكر دعيبل “عندما كانت البصرة وجهة سياحية خلال بطولة خليجي 25 تم فتح اليخت أمام الجميع بشكل يومي من الساعة 10 صباحا ولغاية 11 ليلا وفي بعض الأيام امتدت الفترة لما بعد الساعة 12 ليلا حسب الزخم الذي كان في تلك الأيام”، مشيرا إلى أن “أكثر من 10 آلاف شخص زار اليخت خلال فترة البطولة”.

ويلفت إلى أن “اللجنة المشرفة على اليخت قررت بعد انتهاء البطولة أن يكون الافتتاح من عصر يوم الخميس، ويستمر الجمعة والسبت”، لافتا إلى أن “اليخت لعب دورا كبيرا في استقبال الوفود خلال البطولة من وفود وشخصيات، وقامت إحدى القنوات الفضائية ببث برنامج يومي على الهواء مباشرة من على سطحه كأستوديو للبث المباشر”.

ويبين أن “جامعة البصرة حافظت على اليخت دون تغيير على هيئته منذ صناعته وليومنا الحالي، إذ أن كافة المواد باقية كما هي لم تتغير بتاتا بما في ذلك المفروشات”.

يذكر أن “العالم الجديد”، تناولت في تقرير سابق، توجه المواطنين من دول الخليج، إلى اقتناء المدفأة النفطية العراقية “علاء الدين”، كنوع من “الإنتكيات” لوضعها في منازلهم، فضلا عن شرائهم حلوى “نهر خوز” الشهيرة في البصرة.

من جانبه، يرى محمد العابد، خريج الأكاديمية البحرية، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “فسح المجال لرؤية هذا اليخت من الداخل أمر مفيد ونافع جدا، إذ يزيد من الاطلاع على تفاصيل السفن لاسيما للأطفال، ويزرع فيهم الحب والتأثير بما يرونه من أجزاء تخص السفن”.

ويضيف العابد “دخلت أكثر من مرة لليخت ولا اشعر بأني اكتفيت، وكلما جئت إلى الكورنيش أخذتني قدماي إليه، صحيح أن اليخت تمت المحافظة على كافة أجزائه في الداخل والاعتناء بها، لكن مظهره من الخارج بحاجة إلى صيانة وترميم وطلاء ليكون ذا مظهر جميل”.

يذكر أن المشجعين من دول الخليج، تجولوا في البلد، وقد شوهدت عجلاتهم وخاصة التي تحمل لوحات تسجيل دولة الكويت في العاصمة بغداد، حيث زاروا أبرز معالمها.

إقرأ أيضا