مقتل الزعيم الثالث لداعش خلال 15 شهرا.. هل يؤثر على خلايا التنظيم بالعراق؟

خلال 15 شهرا فقط، قتل ثلاثة من زعماء تنظيم داعش، وآخرهم أبو الحسين القرشي، الذي…

خلال 15 شهرا فقط، قتل ثلاثة من زعماء تنظيم داعش، وآخرهم أبو الحسين القرشي، الذي قضى بعملية تركية، ما أشر بشكل جلي ضعف التنظيم في الحفاظ على قادته، كما يرى متخصصون بالشأن الأمني، لكنهم أشاروا إلى أن هذه العمليات التي تستهدف قادته لا تنعكس سلبا على خلايا داعش في العراق، فالتنظيم يعتمد على “الجماعة” وليس على الأشخاص أو القادة، فيما لمحوا إلى أن عملية مقتل القرشي فيها جنبة سياسية تخدم الرئيس التركي، وهو ما أدى لقلة الاهتمام بها على الصعيد الدولي.

ويقول الخبير في الشأن الاستخباراتي فاضل أبو رغيف، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “مقتل ثلاثة زعماء لتنظيم داعش الإرهابي خلال فترة قصيرة، يؤكد أن التنظيم لم يعد يسيطر على مخرجاته الأمنية والأمن الشخصي لزعيم التنظيم، كما كان الحال قبل عقد من الزمن، وهذا يدل على أن التنظيم بات مكشوفا ولا يستطيع التواري بطريقة تضمن حياة روح زعيم هذا التنظيم”.

ويبين أبو رغيف، أن “مقتل الزعيم، لا يؤثر على التنظيم، فهو يعتمد على روح الجماعة ولا يعتمد على الأشخاص، فالتنظيم يعتمد على روح القيادة الجماعية، وفيه هيئة رأي ومجلس شورى وهيئة مفوضية وهذا الأمر يدعم وجود التنظيم بطريقة جماعية”.

ويضيف: “نتوقع بعد مقتل زعيم تنظيم داعش، سوف يصار إلى ترشيح من ينتمي إلى هاشم وعدنان والقرشية، ولا أعتقد أن التنظيم سوف يتأخر في اختيار زعيم جديد له، خصوصاً أن عملية الاختيار هي عملية روتينية لا تخضع لأي مزاجات متعكرة”.

ويفيد الخبير في الشأن الاستخباراتي بأن “داعش أصبح تنظيما ضعيفا، فهو اخفق في السيطرة على أي رقعة جغرافية في العراق ومدن أخرى، وبعد انتفاء ما يسمى بدولة التمكين، لم يعد التنظيم يحظى بتلك الهالة الإعلامية والاهتمام الدولي، وهذا الأمر بسبب ضعف التنظيم وما يمكن أن يؤديه من عمليات إرهابية، ويسوقها من خلال إعلامه”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول الأحد، مقتل زعيم تنظيم داعش، أبو الحسين القرشي بعملية نفذها جهاز المخابرات التركي في سوريا.

يشار إلى أن أبو الحسين القرشي، نصب زعيما لداعش، بعد مقتل سابقه أبو الحسن القرشي في تشرين الثاني نوفمبر 2022.

وقد نصب أبو الحسن القرشي، زعيما لداعش، بعد مقتل زعيم التنظيم عبدالله قرداش في شباط يناير 2022، بضربة جوية أمريكية، شارك فيها جهاز المخابرات العراقي بالمعلومات، حسب الإعلان الرسمي العراقي في حينها.

وخلال الـ15 شهرا، أي منذ مقتل قرداش، شن تنظيم داعش عشرات الهجمات في بعض المحافظات العراقية، خاصة في كركوك وديالى والطارمية، ونفذ عمليات استهدفت نقاط الجيش، ما أدى لسقوط ضحايا بالعشرات، وقد سجلت هجماته تناميا ملحوظا في مطلع العام الماضي.

يذكر أن أردوغان، يخوض سباق التنافس للفوز بالرئاسة التركية في الانتخابات، التي من المفترض أن تجرى في 14 من آيار مايو الحالي.

جدير بالإشارة إلى أن اعترافات قرداش عندما كان معتقلا، والتي أدلى بها في حوار خاص لـ”العالم الجديد”، أجراه لصالحها الزميل المغدور هشام الهاشمي في 22 أيار مايو 2020، تظهر المكانة التي كان يتمتع بها عبدالله قرداش، حيث يؤكد خلال “الحوار”، أن “البغدادي قبل مقتله كان ينفذ كل ما يقرره ويتبناه حجي عبد الله قرداش”، قبل أن يتسلم قيادة التنظيم بعد مقتل البغدادي في العام 2019.

من جهته، يرى الخبير الأمني سرمد البياتي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي عمل أمني مهم، رغم أن هذا الفعل والإعلان عنه فيه جنبة سياسية، قد تفيد أردوغان في الانتخابات المرتقبة”.

ويضيف البياتي أن “مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، لا يؤثر على عمل التنظيم، فالتنظيم يعمل بشكل جماعات، ولهذا هناك خلايا في تنظيم داعش تعمل بشكل منفرد عن الأخرى”.

ويضيف أن “عدم الاهتمام الدولي بحدث مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، يرجع إلى أن الأغلب يرى أن هذا الأمر سياسي أكثر مما هو أمني، كما أن هذا المقتل لا يؤثر على عمل وأداء التنظيم ولا يضعفه، فإننا بعد مقتل أي زعيم للتنظيم نرى أن الخلايا تعمل وتتحرك بعمليات إرهابية مختلفة وبمختلف القطعات”.

وقد تناولت “العالم الجديد” في تقرير مفصل، التنافس بالانتخابات التركية، بين الحزب الحاكم برئاسة أردوغان من جهة، وأحزاب المعارضة من جهة أخرى، التي شكلت “التحالف السداسي”.

يشار إلى أن العمليات الأمنية لم تتوقف منذ إعلان التحرير عام 2017 ولغاية الآن، لتطهير كافة المناطق من وجود عناصر تنظيم داعش، ودائما ما تسفر عن العثور على مضافات فيها أدوات منزلية ومقتل عدد من عناصر التنظيم، وهذا إلى جانب مئات الطلعات الجوية التي تنفذ لاستهداف عناصر داعش أو عجلاتهم المفخخة في المناطق الصحراوية.

وكانت “العالم الجديد” سلطت الضوء سابقا، على العمليات الأمنية لملاحقة تنظيم داعش، وعددها الكبير وأسباب عدم نجاحها بالقضاء على التنظيم بشكل كامل، الأمر الذي عزاه خبراء في الشأن الأمني إلى استمرار داعش بكسب عناصر جديدة بما يملك من مغريات عديدة، يستهدف من خلالها شباب المناطق “المهمشة والمظلومة”، وبالتالي فلا تزال الحواضن موجودة، وتفرز خلايا جديدة، والقضاء عليها بحاجة لوقت طويل.

إقرأ أيضا