جولة ثانية من الحوار بين “اليكيتي والبارتي” وموعد الانتخابات أولى المخرجات

من جديد، عاود التقارب بين الحزبين الحاكمين في إقليم كردستان، بعد ان عصفت الخلافات الإدارية…

من جديد، عاود التقارب بين الحزبين الحاكمين في إقليم كردستان، بعد ان عصفت الخلافات الإدارية والسياسية المتفاقمة بينهما، حيث عقد الطرفان اجتماعاً وصف بـ “الإيجابي” اليوم الأحد 21 أيار مايو 2023.

“إجراء الانتخابات في موعدها”، هذا ما تمخض عن الاجتماع المشترك بين الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، الذي عقد في منطقة “بيرمام”، فضلا عن مناقشة تعديل قانون الانتخابات وقضية المكونات.

كما بحث الطرفان، “القضايا الأخرى التي تتطلب مزيدا من المناقشة والتي سيتم البت فيها في اجتماعات مقبلة”، وفقاً للبيان.

وتابع “قرر الجانبان العمل كفريق واحد وعقد سلسلة من الاجتماعات الأخرى،لايجاد أرضية مناسبة من النواحي النواحي القانوينة والسياسية لاجراء انتخابات ومواجهة التحديات “.

يأتي الاجتماع بين الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب الديمقراطي الكردستاني بعد قطيعة دامت لمدة ثلاثة أشهر لأسباب كثيرة، وقد اتفقا على فتح صفحة جديدة من العلاقات بين الجانبين، وفقا لبيان مشترك صدر عقب اجتماع لمكتبيهما انعقد في مدينة السليمانية 16 آيار مايو 2023.

من جهته قال سعدي بيره، القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني،إن “الاتحاد والحزب الديمقراطي الكردستاني يجب أن يتفاوضا بشكل مباشر”، مؤكداً أن هذه المرة لا يُمكن خداع الاتحاد الوطني الكردستاني مع مثلييهما، وقال إنه لا يمكن خداع الاتحاد من خلال الأبواب والنوافذ المفتوحة”، على حد وصفه.

بيره تابع قائلاً: “من غير الممكن بدء مباراة بتسجيل 11 هدفا للفريق الآخر”، لافتاً إلى أن “الاتحاد يرغب باعتماد السجل البيومتري في الانتخابات”.

وبعد مبادرة رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني للحوار وإعادة توحيد البيت الكردي، عقدت اجتماعات ومفاوضات بين الأحزاب، لاسيما الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب الديمقراطي الكردستاني وذلك لاجراء الدورة السادسة لانتخابات برلمان كردستان في موعدها المحدد.

في هذا السياق، اجتمعت الدائرتان الانتخابيتان في الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني  يوم الجمعة 19 أيار مايو 2023، مع رئيس ونائب رئيس مجلس النواب حول موضوع تعديل قانون الانتخابات وإعادة تفعيل المفوضية العليا للانتخابات في إقليم كردستان.

ودعت البعثات الدبلوماسية الأمريكية والاتحاد الأوروبي ودولاً في إقليم كردستان إلى إجراء انتخابات برلمانية في وقتها المحدد مطالبين بتنفيذ الخطوات بعد تلبية الاطراف السياسية الكردية للدعوة التي وجهها رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني للجلوس على طاولة حوار لتجاوز الخلافات بهدف المضي في إجراء الانتخابات في موعدها المحدد.

أقرّ الحزبان الرئيسيان، في 21 أبريل نيسان 2023، بصعوبة التوصل لاتفاق وحل المشاكل العالقة بينهما، وفيما أكدا فشل آخر اجتماع بين قادتيهما، تبادلا الاتهامات بشأن من يعرقل التوصل لاتفاق، لكنهما لم ينفيا تأثير هذه الخلافات على الشارع الكردي بشكل عام، سواء الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي، منبهين إلى تخوف المواطنين بالإقليم من وصول الحزبين لمرحلة الاقتتال الداخلي.

وكان وفد من حكومة الإقليم برئاسة وزير الداخلية ريبر أحمد، التقى في 17 نيسان أبريل الحالي، بنائب رئيس الحكومة قوباد طالباني بهدف محاولة إقناعه بإنهاء مقاطعته لجلسات مجلس وزراء الإقليم وعودة وزراء الاتحاد الوطني إلى مجلس وزراء الإقليم.

يشار إلى أن رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، حدد 18 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، موعدا لإجراء انتخابات برلمان الإقليم، وذلك بعد أن فشل الموعد السابق، والذي كان يفترض أن تجرى فيه الانتخابات وهو الأول من تشرين الأول أكتوبر من العام الماضي.

يشار إلى أن واشنطن حاولت حل الخلافات بين الحزبين في الإقليم، وذلك عبر زيارة مسؤولين أمريكان لأربيل والسليمانية، وأبرزهم المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، ومبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون البنية التحتية العالمية آموس هوكستاين، وضغطهم باتجاه حل الخلافات وإجراء انتخابات برلمان الإقليم بأسرع وقت.

 ومن أبرز المشاكل بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستانيين، حول انتخابات الإقليم، هي إصرار الاتحاد الوطني على تعديل قانون الانتخابات، فيما يرفض الحزب الديمقراطي هذا الطرح، ويصف دوافع الاتحاد الوطني بأنها “حجج واهية” لتأجيل إجراء الانتخابات.

يشار إلى أن رئاسة إقليم كردستان، عقدت سابقا، اجتماعا بحضور ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت، مع الأطراف السياسية الكردستانية للتباحث بشأن الانتخابات في الإقليم، وفيه عبر رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني عن أمله في أن تتوصل الأطراف السياسية إلى تفاهم حول تحديد موعد إجراء الانتخابات وحل المشاكل، عاداً تأخير الانتخابات بأنه “يسيء إلى سمعة ومكانة إقليم كردستان”.

وكان أعضاء الاتحاد الوطني في حكومة الإقليم انسحبوا من حكومة الإقليم بعد بيان رئيس الحكومة الحاد ضد الاتحاد الوطني، وما زال عملهم معلقا حتى الآن، ولم يشتركوا في الوفود الحكومية التي تزور بغداد.

يذكر أن رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، استعرض في البيان الذي أدى لانسحاب الاتحاد الوطني في حينها، المشاكل مع الاتحاد الوطني ومناطق نفوذه وهي السليمانية وكرميان وحلبجة وإدارة رابرين من قبل بارزاني، كما تطرق إلى قضية اغتيال العقيد هاوكار الجاف، حيث قال في حينها: إن هناك قرارا من مجلس وزراء الإقليم يقضي بإرسال قوات مشتركة إلى المنافذ الحدودية، ولكن الاتحاد الوطني هدد بأنه في حال تنفيذ هذا القرار سيتم افتعال الحرب الداخلية، وهذا الأمر تم إبرازه لعدم تسليط الضوء على اغتيال العقيد هاوكار الجاف في قلب عاصمة إقليم كردستان، مؤكدا أن هذه القضية هي السبب الرئيسي لهذه المشاكل لذا أطالب بتسليم المتهمين (في إشارة إلى اتهام الاتحاد الوطني بالاغتيال).

يشار إلى أن رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، ظهر بلقاء متلفز في تشرين الثاني نوفمبر 2022، وفيه أكد أن أربيل ستخسر أكثر من السليمانية في حال حدث الانشطار، فالغاز الطبيعي في السليمانية، وعليه فانسحابنا فيه ضرر للديمقراطي الكردستاني وليس لنا، مؤكدا أنه التقى رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني أكثر من 16 مرة “لكن هناك عدم تفاهم بيننا، بل هناك من يسعى لكي لا نتوصل لاتفاق، وبعض المشاكل بيننا تعود إلى أمور داخلية”، بحسب قوله.

إقرأ أيضا