بروكسل تحتفل بالملك الجديد بعد تخلي ألبرت الثاني عن العرش لابنه الأكبر

شهدت بلجيكا، أمس الأحد، احتفالات بمناسبة تولي العاهل الجديد العرش، بعد أن أنهى الملك ألبرت الثاني فترة حكمه التي امتدت 20 عاما، ما مهد الطريق أمام صعود ابنه الأكبر فيليب لتولي العرش.

كانت التفاعلات الملكية العاطفية مع الحشود وطلقات المدافع وإقامة عرض عسكري وعرض للألعاب النارية مدرجة على جدول الأعمال أمس الأحد، الذي وافق أيضا العيد الوطني لبلجيكا. وخرج المئات من الناس إلى شوارع بروكسل على الرغم من حرارة الصيف القائظ.

لكن هذه الاحتفالات جاءت أيضا وسط مخاوف بشأن كيفية عملية التسليم الملكية التي من شأنها أن تؤثر في التوازن الدقيق بين مجتمعات الوالون الناطقة بالفرنسية والمجتمعات الفلمنكية الناطقة باللغة الهولندية المنقسمة.

وينظر إلى العائلة المالكة على أنها واحدة من القوى القليلة القادرة على توحيد الجانبين. وقال العديد من السياسيين الانفصاليين الفلمنكيين، إنهم لن يحضروا احتفالات اليوم.

وعبر جان جامبون، وهو برلماني ينتمي لحزب التحالف الفلمنكي الجديد القومي، عن أسفه لأن دور الملك لا \”يقتصر على دور شرفي بحت\”.

ويعد العاهل البلجيكي أيضا لاعبا رئيسا في تشكيل الحكومات في البلاد، حيث يتولى منصب رئيس الدولة والقائد العام للقوات المسلحة.

وقال جامبون في حديثه لوكالة أنباء دولية \”نحن ديمقراطيون حتى النخاع، وأنقى شكل من أشكال الديمقراطية هو الجمهورية\”.

وجرى أداء فيليب لليمين الدستورية دون أي عوائق، خلافا لما تم مع ألبرت والملك السابق، شقيقه بودوان، حيث تم مقاطعتهما بصيحة تقول \”تحيى الجمهورية!\”.

وحرص كل من الأب والابن، أمس الأحد، على الحديث عن الوحدة الوطنية.

وقال ألبرت لأولئك الذين يحضرون حفل تنازله عن العرش \”توصياتي الأخيرة لجميعكم المحتشدين هنا هي أن تعملوا دون توقف على تماسك بلجيكا، بهذه الطريقة، ستكون بلادنا مصدر إلهام لأوروبا التي تسعى لتحقيق الوحدة في التنوع\”.

وقال فيليب لاحقا أمام البرلمان \”ثراء بلادنا ونظامنا المؤسسي يكمن بشكل بارز في حقيقة أن نجعل من التنوع قوة\”.

ومن المقرر أن يواجه فيليب، وهو أب لأربعة أولاد، أول تحد كبير له العام المقبل عندما يتوجه البلجيكيون إلى صناديق الاقتراع.

وأدت آخر انتخابات إلى مواجهة سياسية، الأمر الذي ترك البلاد دون حكومة لفترة قياسية بلغت 535 يوما.

وأشار فيليب أيضا إلى الأزمة الاقتصادية التي عصفت بأوروبا، وبالتالي بلجيكا، قائلا إن ذلك \”يؤثر بشدة على الكثير من المواطنين\”.

وذكر فيليب \”أبدأ عهدي وتحدوني الرغبة في وضع نفسي في خدمة جميع البلجيكيين.. بشكل جماعي، نمتلك وسائل كي نتغلب على الصعوبات التي نواجهها ونضمن للجميع فرصة للتقدم\”.

وتابع \”معا، دعونا نمنح بلادنا زخما جديدا مليء بالحماس\”، وأضاف \”عاشت بلجيكا!\”.

إقرأ أيضا