(العالم الجديد) تكشف عن تفاصيل زيارة وفد حكومة الأنبار للنجف ولقاء الصدر

تمكنت “العالم الجديد” من الوصول إلى أكثر من مسؤول أنباري كان ضمن الوفد الذي زار…

تمكنت “العالم الجديد” من الوصول إلى أكثر من مسؤول أنباري كان ضمن الوفد الذي زار النجف والتقى زعيم التيار الصدري، للتعرف إلى تفاصيل ما دار في الزيارة ولاسيما موقف السيد مقتدى الصدر من مطالبة حكومة الأنبار المتكررة بدخول قوات دولية برية لمقاتلة تنظيم (داعش) الإرهابي. وتزامنت الزيارة مع وصول تعزيزات عسكرية إلى المحافظة الغربية.

وقال صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الأنبار، إن “وفداً من مجلس محافظة الأنبار زار السيد مقتدى الصدر في النجف الأشرف وتمت مناقشة الأوضاع الأمنية وسبل دعم القوات الأمنية والعشائر المساندة لها في محاربة تنظيم (داعش)”. وعدّ الزيارة “رسالة لكل الشعب العراقي حول تلاحم العراقيين جميعاً في مواجهة التحديات”.

وذكر كرحوت، في حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الوفد ناقش أزمة النازحين ومحاولة وضع السبل الكفيلة بإنهاء معاناتهم على مختلف الأصعدة”. وشدّد على أن “اللقاء كان مثمراً جداً”.

وأفاد كرحوت بأن “دور أبناء العشائر بمساندة القوات الأمنية لمواجهة المسلحين في الرمادي والبغدادي التي يحاول تنظيم (داعش) حصارها من عدة محاور كان كبيراً وأن أبناء العشائر في ناحية البغدادي وقفوا مع القوات الأمنية بشكل واضح في التصدي لـ(داعش) وتمكنوا من صد هجوم التنظيم على مدينتهم وتدمير عدد من عجلات التنظيم”.

ويلاحظ مراقبون أن الصدر أخذ منحى معتدلاً في العامين الأخيرين تجاه المكونات العراقية، بعدما كان المسلحون التابعين للتيار الصدري طرفا رئيسا في الاقتتال الأهلي الذي اندلع العام 2006.

وبعد يوم من احتلال “داعش” لمدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، وصف الصدر سياسات المالكي في إدارة الدولة بـ”الرعناء”. وقال إن سُنة العراق وقعوا “بين فك الإرهاب والتشدد وفك المليشيات غير المنضبطة”.

وقال عذال الفهداوي، عضو مجلس محافظة الأنبار، إن “اللقاء بحكومة النجف الأشرف وبالسيد مقتدى الصدر كان مثمراً لبحث أزمة النازحين والأوضاع الأمنية في البلد بشكل عام وفتح أفق التعاون المشترك بين المحافظتين لمواجهة كافة التحديات المحتملة”.

ولفت في حديث لـ”العالم الجديد” إلى أن “الوفد أوضح لحكومة النجف حقيقة الأحداث الجارية على الأرض ومراحل تطوير القوات الأمنية والسبل اللازمة لتسليحها وتجهيزها”. ووجد أن “اللقاء بحكومة النجف المحلية كان موسعاً ومثمراً بما يخدم النازحين بالدرجة الأساس ويوحد ويوجه الخطاب السياسي والديني نحو خدمة العراق وأهله”.

وأبدى جاسم حامد الدليمي، المحلل السياسي، اعتقاده بأن “الحكومة المركزية تقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في احتواء الأزمة التي تهدد العراق بأكمله، وزيارة وفد الأنبار إلى محافظة النجف الاشرف والسيد مقتدى الصدر تحديداً لها عدة رسائل”.

وقال لـ”العالم الجديد” إن “إحدى هذه الرسائل هي إبعاد شبح المحاصصة السياسية والطائفية عن الشارع العراقي وأنه لا يمثل إلّا الكتل والأحزاب التي أتت بهذه المحاصصة وأن العراق لكل العراقيين وعليهم جميعاً أن يكونوا متكاتفين لإنقاذ البلد من أيدي العابثين بأمنه وسلامته”.

ولم يصدر الصدر أي بيان بشأن الزيارة، إلا أن مصادر في الأنبار أخبرت “العالم الجديد” بأن “الصدر أكد لحكومة الأنبار رفضه أي تدخل دولي على الأرض العراق”.

وذكر مصدر في قيادة شرطة الأنبار أن “تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت ناحيتي البغدادي (90 كيلومترا غرب الرمادي) وناحية العامرية (22 كيلومترا جنوب الفلوجة) لفك الحصار الذي يفرضه المسلحون على الناحيتين ولمساعدة القوات الأمنية من الجيش والشرطة والعشائر المساندة لها في التصدي لمحاولات المسلحين التقدم باتجاه هاتين المدينتين”.

وقال المصدر لـ”العالم الجديد” إن “التعزيزات تضمنت معدات وأسلحة”. وأكد أن “القوات الأمنية تمكنت من فتح منفذ إلى أحد الطرق المؤدية لقوات الجيش المحاصرة في منطقة الثرثار لإيصال المؤن”.

إقرأ أيضا