محلل يتوقع لبغداد دورا محوريا في المفاوضات المرتقبة بين واشنطن وطهران

توقع محلل سياسي أن يلعب العراق دورا محوريا في المفاوضات المتوقعة بين الولايات المتحدة وايران، إبداء طهران مرونة كبيرة في عقد مفاوضات مباشرة مع واشنطن، خصوصا بعدما نقل نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي رسالة ايرانية من مقربين من علي خامنئي المرشد الايراني الأعلى، الى ادارة البيت الأبيض بهذا الشأن.

ففي اتصال مع \”العالم الجديد\” أمس الاثنين، قال حسن نجم المحلل السياسي، \”أتوقع أن يلعب العراق دورا محوريا في أي مفاوضات قد تجري بين الولايات المتحدة وايران، بالاستناد الى معطيات أهمها أن الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني، دشن ولايته بترحيب دولي وغربي، الأمر الذي سينعش حالة الركود في تلك المفاوضات\”.

وأضاف نجم \”بما أن ايران تتمتع بعلاقات طيبة مع الحكومة العراقية الحليفة لواشنطن فانها ستحاول الاستفادة من هذه العلاقة لفتح قناة الحوار مجددا\”، لافتا الى أن \”بوادر ذلك بدأت بالاخبار التي تناقلته صحف غربية عن أن رئيس الوزراء نوري المالكي، قام بنقل رسالة ايرانية الى واشنطن، مفادها أنها مستعدة للحوار\”.

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز الخميس الماضي، بحسب تقرير كتبه محررها مايكل.ر غوردن، أن \”رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أخبر ادارة أوباما هذا الشهر بان ايران ترغب بمحادثات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برناجها النووي, وقال بان العراق كان مهيأً لتسهيل المفاوضات\”.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن المالكي قوله خلال اجتماع مطلع تموز الحالي، مع السفير الأميركي ببغداد، إنه نقل رسالة من المسؤولين الإيرانيين, مفادها أن الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني سيكون مهتما بشأن أي مفاوضات مع الولايات المتحدة\”. وأضافت \”رغم أن المالكي أكد اتصاله مع مساعدي المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي, إلا أنه لم يكشف النقاب على وجه الدقة عن الأشخاص الذين كان يتعامل معهم على الجانب الايراني\”.

ونوهت بأنه \”لم يعرف بعض المسؤولين الغربيين ما ان كان القادة الايرانيون الذين سعوا الى استخدام العراق كطرف في التفاوض اذا ما كانت الفكرة من اقتراح المالكي، أم أنها مبادرة يتم التعامل معها بشكل جدي\”، لافتة الى أن \”المسؤولون في وزارة الخارجية العراقية رفضوا التعقيب على الحركة التي قام بها السيد المالكي أو عن الخطوات التي قامت بها الولايات الاميركية للرد\”.

ونقلت نيويورك تايمز، عن باتريك فانتريل المتحدث باسم الوزارة الخارجية الأميركية، قوله إن \”العراق شريك للولايات المتحدة، ونحن نخوض محادثات رسمية مع المسؤولين العراقيين عن مجموعة كبيرة من القضايا المشتركة, من ضمنها ايران، وقد قلنا مرارا أن المسؤولين الأميركيين مستعدون لاجراء المحادثات مع ايران من اجل صرف مخاوف المجتمع الدولي حول النووي الاميركي\”.

وقال غاري سامور، مدير مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية في جامعة هارفرد، بحسب الصحيفة الأميركية، إن \”الايرانيين يرون ان المالكي محل ثقة, من وجهة نظر المالكي, وأن هذه الخطوة ستخدم عدداً من الاهداف، وانه لا يريد ان يكون محاصرا بين طهران وواشنطن\”.

وفي اجتماع هذا الشهر مع الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد, انتقد اية الله خامنئي الموقف الاميركي بحدة. وقد صرح بأن \”الاميركيين غير واقعيين ومنطقيين, وغير صادقين في نهجهم، وحتى لو وافقت اميركا على هذه المحادثات, الا انها ستكون صعبة بالتأكيد\”.

وذكر مسؤولون غربيون ان \”المالكي لم يكن السياسي العراقي الوحيد الذي شجع على هذه محادثات بين الولايات المتحدة وايران, فعمار الحكيم, زعيم المجلس الاسلامي الاعلى, كان قد اشار الى هذه النقطة أيضا\”. وخلال الحرب العراقية, حث المسؤولون العراقيون على مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وايران.

وعقدت مفاوضات بين الجانبين في بغداد سابقا, لكن التركيز كان على الصراع العراقي – الايراني، حول دعم ايران للميليشيات الشيعية في العراق, وليس مسألة السلاح النووي. ونوهت الصحيفة الى أن \”حكومة المالكي قد تحيزت لايران في بعض القضايا, مثل دعمها للرئيس السوري بشار الاسد\”، مردفة ان \”طائرات إيرانية نقلت كما كبيرا من الاسلحة عبر الاجواء العراقية إلى سورية, فيما أكد مسؤولون عراقيون انه لم تكن لديهم النية بايقافها, لكن المالكي يخشى من ان سقوط الاسد قد يؤدي الى تصاعد التحديات السنية لحكومته في العراق\”.

لكن نيويورك تايمز تختم تقريرها بالقول، إن مسؤولين أميركيين ذكروا مرارا أن المالكي ليس لعبة بيد ايران، وأن الولايات المتحدة يجب أن توسع نفوذها في العراق حتى لو عن طريق بيع الاسلحة\”.

إقرأ أيضا