إيران.. والضربة المرتقبة لإسرائيل

تستعد إيران لتنفيذ أول ضربة عسكرية في تاريخها ضد الدولة العبرية، لكن تلك الضربات سوف تكون محدودة وغير موجعة بهدف حفظ ماء الوجه، وإرسال رسائل تحذيرية عنوانها القدرة على قصف عدوتها المعلنة من خلال عملية عسكرية محدودة تستعرض فيها صواريخها وطائراتها المسيرة.

الضربة الإيرانية باتت بحكم الواقع، وذلك لرفع الحرج عنها بسبب قصف قنصليتها في دمشق، لأنها لا زالت بنظر المراقبين لم ترد بشكل حقيقي حتى الآن، على الرغم من الممارسات التصعيدية الأخرى، التي لا توازي الفعل الإسرائيلي، كون القنصلية أرضا مفترضة لها، وأن ذلك يتطلب ردا داخل أراضي العدو نفسه، ولا يأتي من خلال الاستيلاء على باخرة مرتبطة بشكل أو آخر به، أو برشقة صواريخ من قبل حزب الله اللبناني، لكنها في نفس الوقت تحاول الخروج من هذه الضربة بأقل الخسائر، فهي من جهة لا تريد الانجرار لحرب طويلة ومكلفة كما تخطط إسرائيل، ولا تنوي استفزاز داعميها الغربيين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، في ظل انهيارات اقتصادية ومالية كبيرة، لكنها في الوقت ذاته لا تريد استمراء الضربات الإسرائيلية، وإنهاء أسطورة الردع الإيرانية، لأن ذلك سيطلق يد إسرائيل أكثر، لذا فقد تلجأ إلى عملية عسكرية محدودة.

ولأن طهران تدرك طبيعة وأهمية العلاقات مع المجتمع الدولي، ولا تسعى لخرقه وتجاوزه بفعل مباشر، كما فعل صدام حسين في أكثر مناسبة، فإنها خاطبت بشفافية عالية العديد من الحكومات الغربية (وربما حتى العربية) لإيضاح طبيعة ضربتها المرتقبة، حيث نقلت رويترز خبر قيام طهران بإبلاغ واشنطن برغبتها في تجنب التصعيد وأن الرد على إسرائيل سيكون “محدودا”، كما قال وزير الخارجية الإيطالي بأن “إيران أبلغتنا بأن ردها سيكون محدود الأضرار”، فيما نقل موقع أكسيوس الأميركي، أن وزير خارجية إيران أبلغ نظيرته الألمانية أن طهران سترد على إسرائيل بشكل “محدود جداً”. وهو ذات الأمر الذي جعل بريطانيا تحجم عن مشاركة سفنها الحربية ضمن عمليات البحرية الأميركية قرب السواحل الفلسطينية، بحسب التلغراف.

المعلومات الواردة من طهران تفيد بأن أهداف الضربة ستكون عسكرية بحتة، وقد يتجنبها الإسرائيليون لعلمهم المسبق بمواقعها عن طريق وسطاء، مهددة باستهداف مواقع أخرى تتعلق بالبنى التحتية، في حال حصول أي رد عسكري داخل إيران.

مما تقدم يمكننا أن نشاهد ضربة إيرانية وشيكة لإسرائيل هي الأولى من نوعها، ولكنها ستكون محدودة الأضرار، ومن النوع الذي تتقبله الدولة العبرية وداعموها، وهذا ما سيضع حدا لطموحات نتنياهو الساعي لاستدراج إيران إلى حرب كبرى طويلة الأمد، ربما تجر معها بلدانا أخرى وهو ما لا ترغب به جميع الأطراف.

أقرأ أيضا