بحضور السليطي والمزروعي.. السوداني وأردوغان يرعيان توقيع «مذكرة تفاهم رباعية» في بغداد

تعول حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على مشروع طريق التنمية لإحداث تطور اقتصادي يجعل العراق نقطة الوصل للتجارة العالمية تربط “الشرق بالغرب”، رغم المآخذ الكثيرة حول الربط السككي مع دول الخليج وتركيا وإيران، إذ انه سيحول العراق لمستقبل للبضائع لا مصدر، وبالتالي سيفقد ميناء الفاو جزء من حصته السوقية لصالح تلك الدول.

ومع زيارة الرئيس التركي رجب أردوغان إلى بغداد، ووصول وزيري المواصلات القطري والطاقة الاماراتي، تم توقيع، اليوم الاثنين، مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات للتعاون بشأن طريق التنمية.

وفي أيار مايو 2023، أطلق العراق مشروعا للبنية التحتية يمتد على أراضيه كافة، ويربط ميناء الفاو الكبير على الخليج العربي بتركيا من خلال شبكات السكة الحديد والطرقات، حيث من شأن طريق التنمية الذي تبلغ كلفته 17 مليار دولار أمريكي، أن يشكل رابطا جديدا بين آسيا وأوروبا.

إذ ذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان، تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، أن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رعيا مراسم توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والامارات، تهدف الى التعاون المشترك بشأن (مشروع طريق التنمية) الاستراتيجي، وذلك بحضور أعضاء الوفدين التركي والعراقي، من وزراء ومستشارين”.

وأضاف البيان، أن “المذكرة وقعها عن الجانب العراقي وزير النقل رزاق محيبس، وعن الجانب التركي وزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، فيما وقع عن الجانب القطري وزير المواصلات جاسم بن سيف السليطي، ووقع عن الجانب الإماراتي وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل محمد المزروعي”، مبينا أن “المذكرة تتضمن قيام الدول الموقعة بوضع الأطر اللازمة لتنفيذ المشروع”.

وكان وزير المواصلات القطري جاسم بن سيف السليطي، ووزير الطاقة والبنى التحتية الإماراتي سهيل المزروعي وصلا، ظهر اليوم الاثنين، الى العاصمة بغداد.

ووصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صباح اليوم الاثنين، إلى العاصمة بغداد في زيارة هي الاولى منذ 13 عاما، فيما وصف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، زيارة اردوغان الى العراق، بأنها “ليست زيارة عابرة”، وستتضمن لأول مرة وضع الحلول بدلا من ترحيل الازمات.

وكانت “العالم الجديد” قد كشفت عن الملفات التي تناقش خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتتعلق بحزب العمال الكردستاني (PKK) وتواجده في الأراضي العراقية، وملف المياه، وتفعيل خط نفط كركوك جيهان، و”طريق التنمية الدولي”، وما يتعلق بالتبادل التجاري.

ورأى مراقبون أن مناقشة هذه الملفات في سلة واحدة سيحقق مصالح مشتركة للبلدين، لأن المرونة ستحضر بسبب تعدد أوراق المناورة والمساومة لدى رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، مشددين على ضرورة أن يستغل العراق هذه الزيارة لأن الضيف رئيس جمهورية ويمتلك صلاحيات واسعة لعقد الاتفاقيات.

ومن المؤمل أن يتم توقيع 20 مذكرة تفاهم بين الجانبين، حول تلك الجوانب، فيما تعول بغداد كثيرا على هذه الزيارة التي تم تأجيلها طويلا، لضمان حصصها المائية لمواجهة تحدي الجفاف والتغير المناخي، إذ كشف مصدر مسؤول بمجلس الوزراء، لـ”العالم الجديد”، عن انفتاح تركي غير مسبوق للتعاون في هذا المجال.

في أيار مايو 2023، أطلق العراق مشروعًا جريئا للبنية التحتية يمتد على أراضيه كافة، ويربط ميناء الفاو الكبير على الخليج العربي بتركيا من خلال شبكات السكة الحديد والطرقات، من شأن طريق التنمية الذي تبلغ كلفته 17 مليار دولار أميركي، أن يشكّل رابطًا جديدًا بين آسيا وأوروبا،وكان المخطط موضوع النقاش الرئيس في مؤتمر عُقِد ليوم واحد في بغداد، من تنظيم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وحضره وزراء النقل ومسؤولون من مجلس التعاون الخليجي وإيران وتركيا وسوريا والأردن.

ويهدف طريق التنمية إلى احداث تحوّل في البنية التحتية للمواصلات في العراق، بعدما تسببت عقود من النزاع في تردي شبكات الطرقات والسكك الحديد، الامر الذي ادى إلى عرقلة الحركة الدولية والإقليمية للسلع والخدمات.

وكان من المقرر أن يبدأ المشروع رسميا العام الحالي ويمتدّ على ثلاث مراحل حتى عام 2050، حيث تسعى الحكومة في الأعوام الأربعة الأولى، إلى نقل 22 مليون طن من الحمولة الكبيرة سنويا عبر السكك الحديد.

يذكر أنه بحسب تقرير مفصل نشرته “العالم الجديد” في 25 تموز يوليو 2020، فإن ميناء الفاو سيكون نقطة الربط بين شرق آسيا وبين أوروبا، وسيحول العراق إلى ممر للبضائع، تبدأ من ميناء الفاو وتمر بريا عبر خطوط حديثة إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، ما يختصر الفترة الزمنية لنقل البضائع إلى ساعات، بدلا من 20 يوما تقريبا عبر قناة السويس، وهي الممر الحالي الرابط بين شرق آسيا وأوروبا.

وما يزال العمل جاريا في “ميناء الفاو الكبير”، من قبل الشركة الكورية “دايو”، بعد أن حصلت على العقد، عقب لغط كبير بسبب منافستها من قبل شركة أخرى صينية بين منحها العقد أو للشركة الصينية المنافسة في العام 2020.

إقرأ أيضا