هجومان يطالان قاعدتي «التنف» و«عين الأسد».. وتضارب بشأن عودة الفصائل المسلحة لعملياتها

بعد توقف دام أكثر من شهرين، عاد إستهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا من جديد، فبعد ساعات على الهجوم الذي استهدف، مساء أمس، قاعدة التنف للقوات الأمريكية شمال شرقي سوريا، سجل هجوم آخر، فجر اليوم الاثنين، على قاعدة عين الأسد في الأنبار، وسط تضارب ببيانات الفصائل المسلحة في العراق حول استئناف هجماتها على القوات الأمريكية، مخلفة حالة من البلبلة وموجة من التساؤلات.

ويعد هذا الهجوم الأول منذ أوائل فبراير الماضي على القوات الأمريكية، وسط توترات غير مسبوقة في العراق والمنطقة، حيث تزامن مع عودة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من واشنطن، بعد لقائه الرئيس الأمريكي جو بايدن دون التطرق لموضوعة إنهاء تواجد التحالف الدولي في العراق، فضلا عن التوتر بين إسرائيل وحماس، إثر الضربة الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، ومن ثم الرد الإيراني الذي تلاه أيضا رد إسرائيلي وإن لم تتبناه رسميا تل أبيب.

إذ ذكرت مصادر مطلعة، اليوم الاثنين، إن “طائرة مسيرة استهدفت قاعدة عين الأسد في الأنبار”، مؤكدة “عدم تسجيل أي إصابة للقوات الأمريكية داخل القاعدة”.

جاء ذلك، بعد ساعات قليلة على إعلان كتائب حزب الله العراقية استئناف عملياتها ضد القوات الأميركية، بسبب ما زعمت أنه فشل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي زار الولايات المتحدة الأسبوع الماضي في وضع جدول زمني واضح لانسحاب قوات التحالف الدولي التي ترأسه أمريكا من الأراضي العراقية، ومن ثم نفيها بوقت لاحق اليوم بإصدار بيان مشابه.

وذكرت الفصائل في بيانها الذي لم يحذف من حساب الكتائب بتلغرام حتى اللحظة، واطلعت عليه “العالم الجديد”، أنها “منحت رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ثلاثة أشهر للتفاوض مع القوات الأمريكية من أجل وضع جدول زمني محدد لخروجها من البلاد وحددت وقتا لاستئناف العمليات ضدها بعد زيارة السوداني لواشنطن في حال عدم الخروج بنتيجة جدية لإخراجهم”.

كما أضاف البيان، أنه “بعد نهاية الزيارة واتضاح عدم وجود أي نية أجنبية للخروج من العراق فإن المقاومة الإسلامية اتخذت قرارا بالعودة إلى العمل العسكري، وما جرى قبل قليل هو البداية التي يجب أن تتصاعد وتبقى”، في إشارة على ما يبدو إلى هجوم وقع في وقت متأخر أمس الأحد بعدة صواريخ من شمال العراق على قاعدة تضم قوات أميركية في شمال شرقي سوريا.

وكانت خلية الإعلام الأمني، أعلنت في وقت سابق من اليوم الاثنين، تعرض قاعدة للتحالف الدولي في سوريا لاستهداف صاروخي من داخل الأراضي العراقية.

إذ ذكر بيان للخلية تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، أن “القوات الأمنية ضمن قاطع عمليات غرب نينوى قرب الحدود العراقية السورية، شرعت بعملية بحث وتفتيش واسعة عن عناصر خارجة عن القانون استهدفت بالساعة (21،50) من يوم الأحد، قاعدة للتحالف الدولي بعدد من الصواريخ في عمق الأراضي السورية”.

وأضاف أنه “تم العثور على العجلة التي انطلقت منها الصواريخ وقامت بحرقها، ومازالت تواصل عملية البحث للقبض على الفاعلين”.

وعاد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في 20 أبريل نيسان الجاري، إلى العاصمة بغداد بعد اختتام زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي استمرت 6 أيام، لم يتطرق خلالها السوداني لموضوع إنهاء تواجد قوات التحالف الدولي في العراق والاكتفاء بالتزام العراق بمخرجات اللجنة المشتركة بين البلدين.

وتجري بغداد وواشنطن جولات من المحادثات المشتركة لإخراج قوات التحالف الدولي من العراق، إذ عقدت الجولة الأولى، في 27 يناير الماضي، فيما أفضت الجولة الأولى إلى اتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف وإنهائها، إلى جانب الانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية وقد بدأت اللجنة أعمالها في 11 فبراير شباط الماضي.

وكانت صحيفة “ذي ناشيونال” البريطانية، كشفت في 20 آذار مارس الجاري، عن محادثات أمريكية- إيرانية (غير معلنة) لتهدئة الفصائل المسلحة في العراق.

يشار إلى أن الفصائل المسلحة ومنذ منتصف تشرين الأول أكتوبر الماضي، بدأت باستهداف القواعد الأمريكية في العراق، وذلك بالتزامن مع حرب غزة، حيث أعلنت الفصائل أن استهدافها للقوات الأمريكية، ردا على الدعم الأمريكي لإسرائيل.

ودخل السجال العسكري بين “فصائل المقاومة” في العراق والقوات الأمريكية مرحلة جديدة، بحسب مراقبين أكدوا في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن الموقف الأمريكي أصبح واضحا بالرد على أي فعل بضربة “مميتة” بحسب وصفهم.

إقرأ أيضا