على الرغم من تشديد مجلس القضاء الأعلى للإجراءات المتعلقة بالأعراف العشائرية، لكنها لم تكن كافية لحماية أسرة تسكن ناحية سومر (20 كلم جنوب شرقي مدينة الديوانية)، من بطش هجوم مسلح وصفه ذوو الضحايا بـ”الارهابي”، أودى بحياة أبوين وإصابة ثلاث من بناتهم برصاص انتشرت اثاره على الأجساد وجدران المنزل، فيما تمكنت مفارز الشرطة من إلقاء القبض على أربعة من المهاجمين.
ويقول ضيف عباس نجل الضحية، وهو في حالة من الحزن والارتباك الشديد في مقابلة مع “العالم الجديد” اليوم الأربعاء، إن “نحو 27 شخصا من أقاربي، شنوا هجوما مسلحا بالبنادق والسكاكين والقامات (الساطور)، على منزلنا بغفلة، وعند خروج أمي لتهدئتهم نحروها من عنقها، وقطعوا يديها واقتلعوا عينيها، قبل دخولهم الى المنزل ليطلقوا نيران بنادقهم على والدي المريض، وهو على سريره ويردوه قتيلا، ثم لينتقلوا بين الغرف بحثا عن النساء فأصابوا ثلاثا من أخواتي، فيما تمكنّا من تهريب الرابعة وهي الصغرى”.
ويوضح عباس “كنا نظن أن المهاجمين يستهدفون تخويفنا فقط بسبب موافقتنا على خطوبة أختي الصغرى من شخص خارج دائرة الأقارب، وأنهم لن يقوموا بعمل كهذا”، وفيما نوه الى أن “قيادة شرطة الديوانية كلفت مركز شرطة سومر بحماية من بقي في المنزل، لكن بعض الارهابيين (بحسب المتحدث)، ما زالوا في منازلهم القريبة من منطقتنا”، دعا رئيس الوزراء ووزير الداخلية الى “إرسال فريق من خلية الصقور للقبض على الخلية النائمة، التي تمتلك أسلحة وأعتدة تحتاج الى فريق متخصص لإلقاء القبض عليهم”.
من جهتها، تصف أم حسن، إحدى الضحايا، لحظات الحادث الاولى، بالقول “سمعنا اصوات رجال عالية، فنظرت زوجة أبي من الشباك، حيث شاهدت نحو 30 مسلحا بعضهم يحمل بنادق كلاشنكوف، وبي كي سي، فيما يحمل الباقون قامات وسكاكين، فهرعت اليهم أملا بصدهم كونها خالتهم، فاستحلفتهم دون فائدة، وقبل أن يتم نحرها على يد احدهم واقتلاع عينيها وقطع يديها، أخبرها القاتل بأنه لن نترك لكم ذكرا وسنذبح حتى الطفل الرضيع، ثم أطلقوا وابل نيرانهم باتجاه المنزل، ودخلوا بعدها الى غرفة والدي فأطلقوا عليه ثلاث رصاصات، وأردوه قتيلا في مكانه”.
وتوضح الضحية أم حسن “بعد أن سمعت وشاهدت ما حدث ركضت الى ابن أخي ذي السبعة أشهر، وخبأته في خزانة الملابس، وعند خروجي من الغرفة أصبت برشقة من الرصاص استقرت ثلاثة منها بذراعي، كما اصابوا اأتي الصغرى حوراء بثلاث رصاصات، إضافة الى ضربة بالقامة (الساطور)، واليوم يتوعد المجرمون الباقين منا بذات المصير ليبيدونا عن بكرة أبينا”.
بدوره، توعّد قائد شرطة الديوانية، اللواء فرقد العيساوي، بـ”اتخاذ اجراءات حازمة ضد كل من يتورط في مثل هذه المجازر”، مؤكدا على “توفير مفارز أمنية لحماية الأسرة من أي هجوم اخر”.
وقال العيساوي في حديثه لـ”العالم الجديد”، إن “الجريمة هي الاولى من نوعها، وتم القاء القبض على أربعة من المنفذين خلال ساعة من الحادث”.
يذكر أن قوة مشتركة في ناحية سومر التابعة لقضاء عفك بمحافظة الديوانية من مركز شرطة سومر ألقت القبض في 3 تموز يوليو الحالي على جناة ارتكبوا جريمة قتل بسبب “نهوة عشائرية” راحت ضحيتها امرأة باطلاقات نارية من بندقية كلاشنكوف، فيما تعرض زوجها وابنتها وزوجة ابنها إلى اصابات خطيرة أرقدتهم المستشفى.
